كتاب المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام

الفصل الثالث والخمسون: حقوق الملوك وحقوق سادات القبائل - صكوك المسافرين - ج: 9 - ص: 332

الجواز، ولا تهتك لصاحبه حرمة. ولما جاء الإسلام، جعل المسلمين محرمًا.

جاء في الحديث: "كل مسلم عن مسلم محرم"، و"كل مسلم عن مسلم محرم، أخوان نصيران". معناه: أن المسلم ممسك عن مال المسلم وعرضه ودمه.

وأنه معتصم بالإسلام ممتنع بحرمته ممن أرداه وأراد ماله١. فكل واحد هو في الإسلام آمن.

ومن عادة ملوك الحيرة إعطاء "القطوط" للناس، وهي صكوك الجوائز، أي: كتب تخرج للناس فيها جوائز الملك، فيقبضون مقدار ما كتب فيها. وقد ذكرها الأعشى في قوله:

ولا الملك النعمان يوم لقيته ... بغبطته يعطي القطوط ويأفق

وذكر أن القطَّ: الصَّك بالجائزة والكتاب، وقيل: هو كتاب المحاسبة، وفي ذلك يقول أمية بن أبي الصلت:

قوم لهم ساحة العِرا ... ق جميعًا والقِطّ والقلم٢

---

١ اللسان "١٢/ ١٢٤ وما بعدها"، "حرم".
٢ اللسان "٧/ ٣٨٢"، "قطط"، "أراد بالقطوط: كتب الجوائز"، اللسان "١٠/ ٦"، "أفق".