للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النعمان قد أمر بنصبها له. وذلك ببطن عاقل، فعرف اليوم به١. فلما علم بذلك النعمان، أمر بطلبه ليقتله بجاره، وأخذت هوازن تطالب به لتقتله بسيدها خالد. ففر الحارث إلى بني دارم من تميم، واستجار بضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن، فأجاره ضمرة على النعمان وهوازن، فكان ذلك سببًا لتجهيز النعمان جيشًا على بني دارم انتقامًا منها لتجاسرها على إيواء من يطلب قتله.

وورد في رواية أخرى أن لجوء "الحارث بن ظالم" كان إلى "معبد بن زرارة"، وأن بني تميم استاءت من لجوئه إليه؛ لأنه أوى هذا المشئوم الأنكد، وأغرى بهم الأسود ملك الحيرة، وخذلوه غير بني ماوية وبني عبد الله بن دارم٢.

وجاء في خبر أن "الحارث بن ظالم" كان عند "حاجب بن زرارة بن عدس بن عبد الله بن دارم". وقد وعده النصرة والمنعة، وبلغ الأحوص بن جعفر الكلابي أخو خالد بن جعفر، مكان الحارث بن ظالم، فسار على تميم, حتى أدركها بـ"حرحان"، فاقتتلوا اقتتالًا شديدًا، وانهزمت بنو تميم، وأسر معبد بن زرارة، أسره عامر والطفيل ابنا مالك بن جعفر بن كلاب. فوفد لقيط بن زرارة في فدائه، وعرض عليهما مئتى بعير في فدائه، فامتنعا قائلين: أنت سيد الناس، وأخوك معبد سيد مضر، فلا تقبل فيه إلا دية ملك. فأبى أن يزيدهم، ورحل لقيط عن القوم ومنع بنو عامر معبدًا عن الماء وضاروه حتى مات هزالًا. وورد في رواية أنه أبي أن يطعم شيئًا أو يشرب حتى مات هزالًا٣.

وأمر النعمان جيشه بالتوجه إلى بني دارم، وانضم إليه الأحوص بن جعفر أخو خالد، ومعه جمع بني عامر، للانتقام من الحارث قاتل خالد. فعلمت بنو دارم بمجيء الجيش, واستعدوا للقتال، فلما التقى الجمعان، قتلت بنو مالك ابن حنظلة "ابن الخمس التغلبي" رئيس جيش النعمان، وصبرت بنو دارم، وأقبل قيس بن زهير فيمن معه، فانهزمت بنو عامر، وانهزم جيش النعمان, وعادوا إلى ديارهم، وكان رئيس بني دارم زرارة بن عدس سيد بني تميم.


١ نهاية الأرب "١٥/ ٣٤٨".
٢ نهاية الأرب "١٥/ ٣٤٩".
٣ العقد الفريد "٣/ ٣٦٠"، الأغاني "١٠/ ٣٠"، ابن الأثير "١/ ٣٤١"، النقائض "١/ ٢١٤"، نهاية الأرب "١٥/ ٣٤٩" وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>