للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حضرموت والشحر١. وديارهم بالدوّ والدهناء وعالج ويبرين ووبار إلى عمان إلى حضرموت إلى اليمن. وقد اندفع أكثر الأخباريين يلتمسون مواضعهم في الصحاري؛ لأنها أنسب المواضع التي تلائم مفهوم الأحقاف، فوضعوا من أجل ذلك قصصًا كثيرًا في البحث عن مواطن عاد وقبور عاد، ورووا في ذلك كثيرًا من قصص المغامرات التي تشبه قصص مغامرات لصوص البحر٢.

وفي بعض الأخبار: أن "عادا" لحقت بالشحر، فسكنت به، وعليه هلكوا بوادٍ يقال له "مغيث". فلحقتهم بعد "مهرة" بالشحر٣. وقد سبق أن قلت: إن oaditae الذين ذكرهم "بطلميوس" هم قوم "عاد"، وإنهم كانوا يسكنون في الأرضين الشمالية الغربية من جزيرة العرب في منطقة "حسمي"، أي في أعالي الحجاز، وعلى مقربة من مناطق ثمود. وهو أقرب إلى الصواب، إذ اقترن ذكر عاد في القرآن بذكر {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} ٤. "حسمى" أقرب إلى هذا الوصف من الرمال. ولم يعيّن القرآن موضع الأحقاف، وإنما عيّنه المفسرون، ولا يحتم تفسيرهم تخصيص الأحقاف بهذا المكان، حيث جعلوا رمال "وبار" في جملة المناطق التي كانت لعاد٥.

وقد ذهب "موريتس" إلى أن موضع "aramaua" الذي ورد عند "بطلميوس"، وهو "إرم"، أو "إرم ذات العماد". ويقال له الآن "رم"٦. وقد أيد "موسل" رأي "موريتس" غير أنه لم يذهب إلى ما ذهب إليه من أنه "إرم"٧. وقد أظهرت الحفريات التي قام بها "المعهد الفرنسي" في القدس، صحة هذا الرأي؛ إذ ورد في الكتابات "النبطية" التي عثر عليها في خرائب معبد اكتشف في "رم" أن اسم الموضع هو "إرم"٨. فيتضح من


١ ابن خلدون "٢/ ١٩"، "والحقف وجمعه أحقاف، وهي الرمال. وكانت الأحقاف رمالًا قبل عمان إلى حضرموت. قال: وكانت منازل عاد"، المفضليات "١٥" "والأحقاف: رمال بأعبانها في أسفل حضرموت"، منتخبات "٢"
٢ المعارف "١٤".
٣ الطبري "١/ ٢٠٨" "دار المعارف".
٤ الفجر، سورة رقم ٨٩، آية ٩.
٥ ديوان الطرماح، "طبعة كرنكو"، "١٤٨".
٦ B. Moritz, AusfJuege in der Arabia Petraea, in MFOB, HI, S., ٣٩٥.
٦ Musil, The Northern Hegaz, P. ٢٧٣, BOASOR, Number, ٧٣, P. ١٥ (١٩٣٩)
٧ BOASOR, Number, ٧٣, P. ١٥, (١٩٣٩) .
٨ BOASOR, Number ٧٣, P. ١٥, (١٩٣٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>