للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان في أصحاب رسول الله صحابيّ اشتغل بعمل السيوف في الجاهلية هو "خباب بن الأرت", وكان من المسلمين الأولين الذين أعلنوا إسلامهم، وعذبوا فيه١.

ويتبين من دراسة وتقصي مصادر السيوف عند العرب الجاهليين، أن العرب كانوا آنذاك يستوردونها من أماكن مختلفة، وأن استيرادها كان تجارة مربحة. وأن تجارها كانوا يفتشون في كل مكان من أسواق العالم المعروفة بصنع وبيع الأسلحة لشراء الأسلحة منها. فاستورد بعضهم أنواعًا من السيوف المصنوعة من الهند. وقد عرف السيف الجيد المصنوع بالهند بـ"المهند"٢. واشتهر الروم بصنع السيوف الجيدة، وكذلك الفرس.

وقد تفنن في تزويق السيوف وفي إكسائها بماء الذهب أو الفضة، وقد اشتهرت الروم بإكساء السيوف ماء الذهب، ويقال لذلك: "الدجال"٣.

والخنجر أقصر من السيف، ويستعمل في المباغتة في الغالب وفي الهجوم وفي الدفاع عن النفس. وهو مثل السيف أيضًا ذو حد وذو حدين، ويوضع في قراب يحمل في وسط الجسم. وهو لا يزال كثير الاستعمال لسهولة استعماله وإخفائه على حين قلّ استعمال السيوف، أو مات، لعدم ملاءمتها للقتال الحديث. ولرخص الخناجر، بالنسبة إلى السيوف، كانت كثيرة الاستعمال حملها معظم الناس حتى الفقراء لحماية أنفسهم من أذى الإنسان والحيوان. وقد استعملت في أثناء الالتحام بالحروب، حيث يشتبك المحاربون بعضهم ببعض، فيكون الخنجر من الأسلحة الملائمة للفتك بالعدو.

والرمح: سلاح يستعمل لطعن العدو، يستعمله الفارس في الغالب. له رأس منبل حاد، يطعن به. وقد يكون له رأس آخر. يثبت به في الأرض. وهو يختلف طولًا ووزنًا. وهو من الأسلحة القديمة، ولا يزال معروفًا، تستعمله بعض القبائل والشعوب البدائية. يصنع من حديد أو من معدن آخر، كما يكون من أعواد الأشجار القوية أو القصب القوي، وأجود الرماح عند العرب، "الرماح الآزنية"، أو "الرماح اليزنية"، يقال: إنها نسبت إلى


١ الإصابة "١/ ٤١٦".
٢ المعاني الكبير "٢/ ١١٠٣".
٣ المعاني الكبير "٢/ ١٠٧١".

<<  <  ج: ص:  >  >>