للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحمي ولا خنادق تعيق العدو من التقدم١.

ويعبر عن تحصين المواضع وتقويتها لتتمكن من الدفاع عن نفسها بلفظة "تمنع" في السبئية، أي: إكساب الموضع مناعة٢.

ولم يكن في وسع الحكومات أو الإمارات والمشيخات تحصين كل المستوطنات والقرى لما يتطلب ذلك من جهد ومال. ولقلة عدد سكان هذه الأماكن قلة تجعل من الصعب عليهم أن يقوموا وحدهم بإنشاء حصون, وإقامة تحصينات وبناء أسوار وحفر خنادق. ولذلك احتمى سكان أمثال هذه المستوطنات بحصون الإقطاعيين الذين أقاموها لحماية ممتلكاتهم وأموالهم وأهليهم وذراريهم، وبوسائل دفاع أخرى لا تكلفهم كثيرًا لضمان سلامتهم وسلامة أموالهم ومقتنياتهم في السلم والحرب.

أما المستوطنات الكبيرة، من درجة مدينة، فإنها تحاط في الغالب بأسوار لها أبواب تغلق في الليل، فلا يسمح بالدخول أو الخروج منها، ويحافظ عليها، ولا سيما في أثناء الخطر، حرّاس يسهرون عليها لمنع أي عدو طامع في المدينة من الوصول إليها. ويقال لهذه المدن "هكر" "هجر" في العربيات الجنوبية. فحيث ترد لفظة "هكر" في المسند فإنما تعني مدينة ذات أحياء وسكان كثيرين، ولها أسوار في الغالب تحميها من هجمات الأعداء.

وتعبر العبرانية عن المدينة المحصنة المحاطة بسور، بلفظة "عر"، وذلك لتمييزها عن المدن المحصنة بحصون، والتي يقال لها: "عر مبصر" Ir Mibsar، وعن القرية التي يقال لها: "حصر" "حصور" و"قره" "قريت"، وتكون غير مسورة٣. أما "العر" في العربية الجنوبية فبمعنى "حصن"، وموضع محصن. وتطلق اللفظة على المواضع المحصنة بعر، أي: حصن، أي: في معنى قريب من المعنى الوارد في العبرانية٤. وتذكر كتب اللغة أن العرار: القتال، وأن العرة الشدة في الحرب٥. فللفظة صلة بالقتال إذن. ويوجد موضع يقع في


١ Smith, Dictionary. I, P.٦١٥
٢ Jamme ٦٤٣, Mahram, P.٤٥٠
٣ Roland De Vaux, Ancient Israel, London, ١٩٦١, P.٢٢٩, Smith, Dictionary, I, ٣٣٣.
٤ South Arabian Inscription, P.٤٤٥
٥ اللسان "٤/ ٥٥٦"، "صادر".

<<  <  ج: ص:  >  >>