للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بجلود البقر مدبوغة بالقرظ، أو من جلود الإبل، يحتمي به المحاربون المشاة في هجومهم على الأعداء المتحصنين.

وقد وردت لفظة "كبش" في قول الشاعر "الحارث بن حلزة اليشكري":

حول قيس مستلئمين بكبش ... قرظي كأنه عبلاء

وفسرت لفظة "الكبش" المذكورة بـ"السيد"١, وهو تفسير أرى أن فيه تكلفًا واضحًا وبعدًا من المعنى، وأن الصواب هو أنها: الآلة الحربية المذكورة، وأن الشاعر أراد ببيته المذكور وصف جماعة "قيس بن معديكرب" الذين كانوا ملتفين حوله، مستلئمين بكبش من جلود سميكة غليظة مدبوغة بالقرظ، مرتفع عال حتى علباء، أيك هضبة من ارتفاعه. والكبش بالنسبة للأعراب من الأسلحة التي يقل استعمالها عندهم، وهي من الأسلحة المانعة المؤثرة، ولذلك ذكرها الشاعر في شعره. وقد جاء بها "قيس" من اليمن ولا شك٢.

ومن آلات القذف والرمي إلى مسافات، المنجنيق، ويوضع فوق الأسوار لاستخدامه في رمي العدو المتقدم نحو الحصن، أو في السفن لرمي سفن الأعداء، أو في الأبراج أو في الخطوط الأمامية لرمي الأعداء المهاجمين. فهو في مقام المدفعية لعهدنا. وقد ورد في أخبار حصار المسلمين للطائف أن الرسول رمى أهل الطائف بالمنجنيق، وكان أول من رمى في الإسلام بالمنجنيق على إحدى روايات أهل الأخبار٣. وورد أن اليهود كانوا يستعملون المنجنيق في الدفاع عن حصونهم٤.

ويرجع بعض أهل الأخبار تأريخ استعمال المنجنيق في الجاهلية إلى "جذيمة الأبرش"، فهم يذكرون أنه أول من رمى بالمنجنيق٥.

والعرّادة من آلات الحرب كذلك، وهي صغيرة شبه المنجنيق٦.


١ شرح المعلقات السبع، للزوزني "ص١٦٤" "دار صادر"، تاج العروس "٤/ ٣٤١"، "كبش"، اللسان "٦/ ٣٣٨"، "كبش"، الصحاح "٣/ ١٠١٧".
٢ المعاني الكبير "٤/ ٧٩".
٣ ابن هشام "٤/ ١٢٨"، نهاية الأرب "١٨/ ٥٩".
٤ السيرة الحلبية "٣/ ٤١".
٥ الروض الأنف "٢/ ٣٠٣".
٦ اللسان "٣/ ٢٨٨"، نهاية الأرب "١٨/ ٥٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>