للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الجاهلية"، أي "أيام الجاهلية"، أو "زمان الجاهلية"، استهجانًا لأمر تلك الأيام، وازدراءً بجهل أصحابها لحالة الوثنية التي كانوا عليها، ولجاهلة الناس؛ إذ ذاك وارتكابهم الخطايا التي أبعدتهم، في نظر النصرانية، عن العلم، وعن ملكوت الله. "وقد أغضى الله عن أزمنة هذا الجهل فيبشر الآن جميع الناس في كل مكان إلى أن يتوبوا"١.

وقد وردت لفظة "الجاهلية"، في القرآن الكريم، وردت في السور المدنية"٢. دون السور المكية؛ فدل ذلك على أن ظهورها كان بعد هجرة الرسول إلى المدينة، وأن إطلاقها بهذا المعنى كان بعد الهجرة، وأن المسلمين استعملوها منذ هذا العهد فما بعده.

وقد فهم جمهور من الناس أن الجاهلية من الجهل الذي هو ضد العلم أو عدم اتباع العلم، ومن الجهل بالقراءة والكتابة، ولهذا ترجمت اللفظة في الإنكليزية بـ "the time of tgnorance"، وفي الألمانية ب٣"zeit der unwissenheit" وفهمها آخرون أنها من الجهل بالله وبرسوله وبشرائع الدين وباتباع الوثنية والتعبد لغير الله، وذهب آخرون إلى أنها من المفاخرة بالأنساب والتباهي بالأحساب والكبر والتجبر وغيرذلك من الخلال التي كانت من أبرز صفات الجاهليين٤.

ويرى المستشرق "كولدتزهير" goldziher" أن المقصود الأول من الكلمة


١ أعمال الرسل، الإصحاح السابع عشر، الآية ٣٠.
٢ آل عمران، الآية ١٥٤، المائدة، الآية ٥٠، الأحزاب، الآية ٢٣، الفتح، الآية ٢٦.
٣ Ency, vol. I, p. ٩٩٩, zwemer, Arabia the Cradle of Islam, p. ١٥٨.
٤ لسان العرب "١٣/ ١٣٧، أساس البلاغة "١/ ١٤٥، صحاح الجوهري"٢/ ١٦٩"، القاموس المحيط "٣/ ٢٥٣"، "الطبعة الرابعة"، ذيل أقرب الموارب"ص١٤٧"، شرح المعلقات السبع للزوزني "١٧٦"، شرح ديوان عنترة بن شداد، "ص١٢٦"، الأغاني "٢١/ ٢٠٧"، بلوغ الارب "١/ ١٦"، فجر الإسلام "١/ ٨٧".
لامية العرب، للشنفرى، "ولا يزدهي الأجهال حلمي"، ٥٣ فجر الإسلام ص ٨٦، "الطبعة الثالثة"، الأساطير العربية قبل الإسلام ص٣، "وهذا يؤيد قول المستشرق كولدزهير الذي أثبت أن الجهل ضد الحلم، لا ضد العلم".
Ency, vol. P. ٩٩٩, muh. Stu. I,s, ٢١٩. f. Nicholson, A literary, ١٩٤١ P. ٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>