للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غنم الجيش معه "المرباع" أي: ربع الغنيمة١. وقد رده الإسلام خمسًا، بنزول الأمر بالخمس في القرآن الكريم٢.

وإذا وقع أحد في أيدي عدو وأسر فيقال له عندئذ: "أسير". ويعبر عنه بـ"اخذ" في السبئية في حالة المفرد، وبـ"اخذتم" "أخذت" "اخذيت" في حالة الجمع٢. وتطلق هذه اللفظة على الأسرى الذين يقعون في الأسر من دون قتال، وذلك عند اكتساح جيش أو غزاة جيش العدو أو مكان ما، فيؤخذ من فيه من ناس من غير قتال ولا مقاومة. فهم مثل الغنائم التي تقع في أيدي الغزاة والمحاربين يؤخذون دون قتال. أما الذين يؤخذون بعد مقاومة وبقتال، فيقال لهم: "سبيم", أي: "سبي"، بمعنى "مسبي". وأما الجمع فـ"اسبى", أي: سبايا. وأما الإسباء فيعبر عنه بـ"يسبيو"، وتعني "يسبي" و"يسبون"٣.

وكانوا يكبّلون أيدي الأسرى والسبي بـ"الكبل". القيد من أي شيء كان، وذلك لاحتباسهم حتى لا يهربوا. وقد ذكر بعض علماء العربية "أن الكبل غير عربي. وقد صرح به أقوام"٤. ولفظة "كبل" هي "كبلو" Keblo و"كيبل" Kebel في لغة بني إرم وفي العبرانية، أي: "القيد"٥. وقد كانوا يكتّفونهم بالحبال وبكل شيء يكون عندهم يشد به وثاق الأسير، فلا يفلت من آسره. و"الكتاف" الحبل٦. و"الوثاق" ما يشد به كالحبل وغيره٧. كما كانوا يكتّفون الأسرى بالقدّ. والقد السير الذي يقدّ من جلد، فتشد به أطراف الأسير شدًّا شديدًا حتى لا يتمكن من الهروب.

ولما بعث رسول الله خيلًا قبل نجد، فجاءت بـ"ثمامة من أثال الحنفي" سيد أهل اليمامة مأسورًا، أمر به رسول الله، فربطوه بسارية من سواري المسجد ثم منّ عليه فأطلقوه وأسلم؛ لأنه لم يكن في زمن الرسول سجن. فكانوا يحبسون


١ شرح ديوان لبيد "ص٣٠"، العقد الفريد "٣/ ٣٤٢ وما بعدها"، تاج العروس "٥/ ٣٣٩"، "ربع".
٢ Jamme ٥٧٦, ٥٧٨, ٦٣٥, Mahram, P.٤٢٧, South Arabian Inscriptions, ٦٤٩, ٦٦٥, ٥٤٩.
٣ Mahram, P.٤٤٣
٤ تاج العروس "٨/ ٩٣"، "كبل".
٥ غرائب اللغة "٢٠٣"، Hastings, A Dictionary Of The Bible, Ii, P.٥
٦ تاج العروس "٦/ ٢٢٩"، "كتف".
٧ تاج العروس "٧/ ٧٣"، "وثق".

<<  <  ج: ص:  >  >>