للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد زعم أن "زرقاء اليمامة"، التي اشتهرت بحدة بصرها وقوة رؤيتها حتى إنها كانت ترى من مسيرة ثلاثة أيام، كانت امرأة من بنات لقمان بن عاد، وكانت ملكة اليمامة واليمامة اسمها، فسميت الأرض باسمها. وقد زعم أن النابغة الذبياني أشار إليها في شعره١.

وقد ورد في بعض الأشعار "لقمان بن عاد". إذ جاء:

تراه يطوف الآفاق حرصًا ... ليأكل رأس لقمان بن عاد

وهناك أمثلة عديدة ينسبها الرواة إلى "إحدى حظيات لقمان"، ووردت على لسانها وعلى لسان لقمان وعلى لسان فتى اسمه عمرو٢.

وقد زعم بعض أهل الأخبار أن لقمان بن عاد، هو الذي بنى سد مأرب، وأن مأرب اسم قبيلة من عاد وقد سمّي باسمها هذا الموضع٣

لم يبقَ بعد هلاك عاد الأولى، على رأي أهل الأخبار إلا هود ونفر ممن آمن به والوفد الذي سار إلى مكة للاستقاء، وفيهم لقمان وكان من أكابر العاديين. فأنشأ هؤلاء عادا الثانية، وخالف لقمان "الخلجان" ملك عاد الأولى، الذي خالف هودًا، فهلك. وخاف العاديون انحباس المطر والجفاف، فارتحلوا إلى أرض سبأ، وبنى لقمان سدّ "العرم" قرب مأرب، وبقيت عاد الثانية قائمة، إلى أن تغلبت عليها قبائل قحطان، ثم انقرضت وبادت٤.

ويذكر أهل الأخبار أن عادا لما رأوا انحباس المطر عنهم، أرسلوا وفدًا، بلغ سبعين رجلا في قول بعض الرواة، إلى مكة يستسقون، وكان أصحابها هم العمالقة يومئذ، ورئيسهم "معاوية بن بكر"، فأكرمهم وأضافهم، وأقاموا عنده شهرًا. يشربون الخمر وتغنيهم "الجرادتان" وهما قينتان لمعاوية بن بكر، وفي الوفد المذكور لقمان. ونسوا أنفسهم هناك، ولم يفطنوا لما جاءوا إليه،


١
واحكم كحكم فتاة الحي إذ نظرت ... إلى حمام سراع وارد الثّمد
قالت: ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفها فقد
شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك، "١/ ٢٩٠" "طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد"، القاهرة ١٩٦٢م.
٢ الأمثال، للميداني "١/ ٣٧"، القاهرة ١٣٥٢هـ.
٣ البكري، معجم "٣/ ١١٧١" "لجنة التأليف والترجمة والنشر".
٤ الطبري "١/ ٢٢١ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>