للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأفعى بن الأفعى الجرهمي. وهو الذي حكم بين بني نزار في ميراثهم"١. وجعله "المسعودي" ملكًا من ملوك نجران١.

وكان أكثم بن صيفي من حكام تميم، ذكر أنه أدرك الإسلام، ولما سمع بأمر النبي، وكان إذ ذاك شيخًا، بعث ابنه "حُبيشًا" إلى النبي ليأتي بخبره، فلما جاء به، جمع قومه وخطب فيهم، ودعاهم إلى الإسلام. ونسبوا له أمثلة، منها: مقتل الرجل بين فكيه، وجمعوا له تسعة وعشرين مثلًا أو أكثر من ذلك. ونسبوا له كلامًا مع "كسرى"٣. ونسب له "الجاحظ" بيتًا في الزهد، هو:

نُربّي ويهلك آباؤنا ... وبينا نربّي بنينا فنينا٤

وزعم أهل الأخبار أنه عاش تسعين ومائة سنة، ومنهم من استقل هذا العمر واستصغره، فجعله ثلاثمائة وثلاثين سنة٥.

ولأكثم صلات وعلاقات بالنعمان بن المنذر ملك الحيرة. وكان الملك قد اختاره في جملة من اختارهم لمحادثة "كسرى" في أمر العرب على ما يذكره أهل الأخبار.

ونسب أهل الأخبار إليه حكمًا زعموا أنه قالها للملك "النعمان" في أصول الحكم, وفي كيفية إدارة شئون الرعية في حقوق الراعي. وزعم أن "الحارث بن أبي شمر الغساني"، طلبه ليكون في الألسنة الموهوبة التي تكلم "هرقل" عظيم الروم عند زيارته له٦. وذكر أنه كان يحث على التآلف والوحدة وجمع الشمل، ونبذ التخالف والتنافر. ونسبوا له أقوالًا في ذلك. وفي أصول الحروب والقيادة وأمثال


١ اليعقوبي "١/ ٢٢٧".
٢ مروج "٢/ ٨٩ وما بعدها".
٣ بلوغ الأرب "١/ ٣٠٨ وما بعدها"، البخلاء "١٤٦، ٢٠٨"، رسائل الجاحظ "١/ ٦٦".
٤ الحيوان "٣/ ٥١".
٥ المحبر "١٣٤"، الاشتقاق "١٢٧"، المعمرون، للسجستاني "١٠"، الإصابة "١/ ١١٨ وما بعدها"، "رقم ٤٨٥"، اليعقوبي "١/ ٢٢٧"، أسد الغابة "١/ ١١٣"، المعارف "٢٩٩"، مروج الذهب "٢/ ١١٦"، عيون الأثر "١/ ٧٠"، الأمالي، للقالي "١/ ٣٠٩".
٦ المعمرون "١٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>