للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحبه. فقال: والله يا محمد إن حمدي لزين، وإن ذمي لشين. فقال رسول الله: ذلكم الله. وفي هذا الحادث نزلت الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ} ١. وذكر أنه كان مجوسيًّا قبل أن يسلم. وأن "عيينة" والأقرع استقطعا أبا بكر أرضًا. فقال لهما عمر: إنما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتألفكما على الإسلام. فأما الآن فاجهدا جهدكما، وقطع الكتاب. وقد عاش إلى زمن عثمان٢.

وإليه تحاكم "الفرافصة" الكلبي، وجرير بن عبد الله، وقد نفر "الأقرع" جرير على الفرافصة بن الأحوص الكلبي٣.

وكان ربيعة بن مخاشن من حكام تميم البارزين في أنساب قومه، كما كان من خطبائهم وفصحائهم. وهو من "بني أسيد بن عمرو بن تميم"٤، وكان يجلس على سرير من خشب في قبة من خشب، فسمي: ذا الأعواد. وإليه أشار الأسود بن يعفر بقوله:

ولقد علمتُ سوى الذين نبأتني ... أن السبيل سبيل ذا الأعواد٥

وذكر أنه كان مرجع قومه، وعالمهم بالأنساب، وزعم قومه أنه أول من قرعت له العصا٦. وكان أبوه "مخاشن": حكمًا أيضًا٧.

وكان ضمرة بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم التميمي من حكام تميم المعروفين. وكان قومه يلجئون إليه فيمن كانوا يلجئون إليهم عند أخذ الرأي. ذكر أنه حكم فأخذ رشوة فغدر٨. وأنه كان من رجال بني تميم لسانًا


١ الحجرات، رقم ٤٩، الآية ٤، تفسير الطبري "٢٦/ ٧٦ وما بعدها"، روح المعاني "٢٦/ ١٢٦"، الاشتقاق "١٤٦"، المحبر "١٣٤".
٢ الإصابة "١/ ٧٢ وما بعدها"، "رقم ٢٣١"، بلوغ الأرب "١/ ٣١٥ وما بعدها".
٣ كتاب نسب قريش "٧"، الروض الأنف "١/ ٦٠".
٤ بلوغ الأرب "١/ ٣١٦".
٥ المحبر "١٣٤".
٦ بلوغ الأرب "١/ ٣١٦".
٧ المحبر "١٣٤".
٨ بلوغ الأرب "١/ ٣١٦"، وكان اسمه: "شق بن ضمرة"، المحبر "١٣٤"، الأمالي، للقالي "٢/ ٢٧٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>