للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوقاد الذي يتبع الجوزاء، ويقال له المرزم١. وقد كان من لا يعبد الشعرى من العرب يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم٢.

وذكر بعض العلماء أن "الشعرى" كوكب نير يقال له المرزم، وطلوعه في شدة الحر. وتقول العرب إذا طلعت الشعرى، جعل صاحب النحل يرى. وهما: "الشعريان": العبور، والشعرى الغميصاء. تزعم العرب أنهما أختا سهيل وعبدت طائفة من العرب الشعرى العبور. ويقال: إنها عبرت السماء عرضًا، ولم يعبرها عرضًا غيرها. وسميت الأخرى الغميصاء؛ لأن العرب قالت في حديثها: إنها بكت على أثر العبور حتى غمضت٣.

والعرب تقول في خرافاتها: إن سهيلًا والشعرى كانا زوجين، فانحدر سهيل فصار يمانيًّا، فاتبعته الشعرى العبور فعبرت المجرة فسميت العبور، وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى غمصت عيناه، فسميت غمصاء لأنها أخفى من الأخرى٤.

ويذكرون أن بعض طيء عبدوا "الثريا"، وبعض قبائل ربيعة عبدوا "المرزم"، وأن "كنانة" عبدت القمر٥ ويتبين من بعض الأعلام المركبة، مثل: عبد الثريا، وعبد نجم، أن الثريا ونجمًا، كانا صنمين معبودين في الجاهلية٦. وقد ذهب بعض المفسرين إلى أن "النجم" المذكور في سورة "النجم": {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} : الثريا٨ "والعرب تسمى الثريا نجمًا"٩. وقال بعض آخر: "إن النجم ههنا الزهرة؛ لأن قومًا من العرب كانوا يعبدونها"١٠.


١ تفسير الطبري "٢٧/ ٤٥ وما بعدها" تاج العروس "٤/ ٣٤١"، "جوز"، القرطبي، الجامع "١٧/ ١١٩ وما بعدها".
٢ تفسير القرطبي "١٧/ ١١٩".
٣ تاج العروس "٣/ ٣٠٥"، "شعر".
٤ تفسير القرطبي "١٧/ ١١٩ وما بعدها".
٥ بلوغ الأرب "٢/ ٢٤٠"، تاج العروس "٨/ ٣١١"، "رزم".
٦ Ency. Religi, I, P, ٦٦.
٧ سورة النجم، الآية ١.
٨ تفسير الطبري "٢٧/ ٢٤".
٩ تفسير القرطبي "١٧/ ٨٢ وما بعدها".
١٠ المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>