للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و "جديسًا"١.

ويذكر أهل الأخبار أن "حسّان بن تُبّع" الذي أوقع بجديس، هو "ذو معاهر"، وهو "تبع بن تبع تبان أسعد أبي كرب بن ملكيكرب بن تبع بن أقرن"، وهو أبو "تبّع بن حسان"، الذي يزعم أهل اليمن أنه قدم مكة ويثرب، وأنه وجّه ابنه "حسان" إلى "السند" وابنه "شمرد الجناح" "سمر"، إلى آخر ذلك من قصص سأتحدث عنه في أثناء الكلام على مملكة "حمير وذي ريدان"٢.

ويذكر أهل الأخبار أيضا أن التي أبصرت جند "حسان" اسمها "اليمامة"، وكانت أول من اكتحلت بالإثمد، ولهذا تكوّنت في عينيها عروق سود منه، كانت هي السبب في نشوء حدة البصر عندها, وأن "حسان" أمر ففقئت عيناها لإدراك سبب حدة بصرها, فاكتشف وجود الإثمد بهما, ويزعمون أنه أمر بإبدال اسم "جوّ" مساكن طسم وجديس إلى "اليمامة"، فعرفت بهذه التسمية مذ ذلك الحين٣.

وإذا كان ما جاء في شعر الأعشى عن "اليمامة" وعن حسان صحيحاً, فإن ذلك يدل على أن القصة المذكورة كانت شائعة معروفة في أيامه بل وربما قبل أيامه، والظاهر أن أهل الأخبار قد أخذوا اسم اليمامة من اسم المكان، فصيّروه امرأة ذات بصر حديد. ونجد قصة "اليمامة" ومجيء التبع في شعر للنمر بن تولب العُكلي٤. ونجد اتفاقًا بين القول المنسوب إلى اليمامة في سياق القصة وبين قولها في الشعر المنسوب إلى الأعشى وإلى النمر.

وقد ذكر "ابن دريد" أن "تبع" أرسل على مقدمته "عبد كلال بن مثوب بن ذي حرث بن الحارث بن مالك بن غيدان" إلى اليمامة، فقتل طسمًا وجديسًا. ولم يذكر اسم ذلك التبع٥.


١ enc,, vol, I, p,, ٩٩٢.
٢ "سُمّي ذا الجناح" في طبعة "دار المعارف"، "١/ ٦٣٢"، "شمر" في الطبعات الأخرى، وفي الموارد الأخرى. وهو الصحيح.
٣ الطبري "١/ ٦٣٠" "دار المعارف".
٤ ديوان الأعشى "٧٢- ٧٤"، الطبري "١/ ٦٣٠ وما بعدها", الكامل لابن الأثير "١/ ٤٥١".
٥ الاشتقاق "ص٣٠٧ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>