للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وباللات والعزى ومن دان دينها ... وبالله، إن الله منهن أكبر

وهدم اللات في جملة ما هدم من الأصنام، وأحرق البيت وقوضت حجارته، هدمه بأمر الرسول المغيرة بن شعبة في أغلب الروايات: وكان الناس ينظرون إلى هدمه في خوف وفزع وهلع خشية أن ينالهم شيء من أذى انتقامًا منهم؛ لأنهم لم يدافعوا عن بيت ربتهم، وكانت نساء ثقيف حسرًا يبكين عليه. فلما انتهى الهدم، ولم يحدث لهن شيء، أخذ المغيرة مالها وحليها من الذهب والجزع وأعطاه أبا سفيان، وكان الرسول قد أرسله مع المغيرة في وفد ثقيف الذي جاء إليه عارضًا عليه الإسلام، فأخذه منه أبو سفيان، ليقضي من مال اللات دين عروة والأسود ابني مسعود١.

ولما أصيبت ثقيف بهزيمة، واحتمت بالطائف قال الشاعر:

وفرت ثقيف إلى لاتها ... بمنقلب الخائب الخاسر٢

ويظهر من هذا الشعر الذي ينسب على "شداد بن عارض الجشمي"، وقد قاله حين هدمت وحرقت اللات:

لا تنصروا اللات إن الله مهكلها ... وكيف نصركم من ليس ينتصر؟

إن التي حرقت بالنار فاشتعلت ... ولم تقاتل لدى أحجارها هدر

إن الرسول متى ينزل بساحتكم ... يظعن، وليس بها من أهلها بشر

إن ثقيفًا بقيت مخلصة لصنمها مؤمنة به، حتى بعد هدمه وتحريقه، فقال الشاعر شعره، ينهى ثقيفًا عن العود إليها والغضب لها٣.

ويظهر من بيت ينسب إلى كعب بن مالك الأنصاري، هو قوله:

وننسى اللات والعزى وودًا ... ونسلبها القلائد والسيوفا٤


١ الطبري "٣/ ٩٩ وما بعدها" البلدان "٧/ ٣١٠" البداية والنهاية "١/ ١٤٩" نهاية الأرب "١٨/ ٥٩ وما بعدها"، ابن سيد الناس، عيون الأثر "٢/ ٢٢٩ وما بعدها" ابن هشام "٢/ ٣٢٦"، الروض الأنف "٢/ ٣٢٦".
٢ الأغاني "١٩/ ٨٠"، المشرق، السنة ١٩٣٨م "حـ١" "ص٤".
٣ الأصنام "١١" روزا" الإصابة "٢/ ١٣٩" رقم ٣٨٥٢".
٤ ابن هشام "١/ ٦٣" "هامش روض الأنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>