للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخزرج، أي أهل يثرب ومن كان يأخذ مأخذهم من عرب المدينة والأزد وغسان "فكانوا يحجون ويقفون مع الناس المواقف كلها، ولا يحلقون رءوسهم، فإذا نفروا أتوا مناة وحلقوا رءوسهم عنده وأقاموا عنده لا يرون لحجهم تمامًا إلا بذلك١. ولكن القبائل العربية الأخرى كانت تعظمه كذلك، وفي جملتها قريش٢ وهذيل وخزاعة٣. وأزد شنوءة، وغيرهم من الأزد. وقيل ثقيف أيضًا، وذكرت رواية أخرى أن العرب جميعًا كانت تعظمه وتذبح حوله٤. أما سدنته، فالغطاريف من الأزد٥.

وكانت خزاعة والأوس والخزرج يعظمون مناة، ويهلون منها للحج إلى الكعبة٦.

فمناة إذن من الأصنام المعظمة المقدسة عند الخزرج. وكانوا يحلفون بها ويقفون عندها. وفي ذلك ورد شعر ينسب إلى عبد العزى بن وديعة المزني أو غيره من العرب:

إني حلفت يمين صدق برة ... بمناة عند محل آل الخزرج

فالمحل الذي يقف فيه "آل الخزرج"، هو المحل الذي يحلف به أمام مناة. وكان العرب في الجاهلية يسمون الأوس والخزرج جميعًا: الخزرج، ولذلك يقول الشاعر في بيته: "عند محل آل الخزرج"٧.

وترجع بعض الروايات تأريخ مناة إلى "عمرو بن لحي" فتزعم أنه هو الذي نصبه على ساحل البحر مما يلي قديدًا٨. وقد أخذت من الرواية التي ترجع أساس عبادة الأصنام وانتشارها بين العرب إلى ذلك الرجل.


١ الأصنام "١٤"، البلدان" "٨/ ١٦٩" "مناة" الأزرقي "١/ ٧٣ وما بعدها".
٢ الأصنام "١٣، ١٥"، البلدان "٨/ ١٦٩".
٣ البلدان "٨/ ١٦٩"، اللسان "٢٠/ ١٦٧".
٤ الكشاف "٣/ ١٤٤ وما بعدها".
٥ المحبر "٣١٦، البلدان "٨/ ١٦٧ وما بعدها".
٦ تفسير ابن كثير "٤/ ٢٥٣"، اللسان "٢٠/ ١٦٧".
٧ الأصنام "١٣ وما بعدها".
٨ أخبار مكة "١/ ٧٣ وما بعدها"، البلدان "٤/ ٦٥٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>