للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لهم صنم أخذته منه بنو أسد، فتبدلوا اليعبوب بعده. وقد ورد ذكره في شعر لعبيد:

فتبدلوا اليعبوب بعد إلههم ... صنمًا، فقروا، يا جديل، وأعذبوا

أي: لا تأكلوا على ذلك، ولا تشربوا١.

وأما باجر، فكان صنمًا للأزد ومن جاورهم من طيء وقضاعة٢.

ولم يذكر ابن الكلبي في كتابه الأصنام اسم الصنم الجلسد. وهو صنم كانت كندة تتعبد له، وكذلك تعبد له أهل حضرموت. وكان سدنته بنو شكامة من السكون، وهم من كندة. وكان للصنم حمى، ترعاه سوامه وغنمه، فإذا دخلته هوافي الغنم، حرمت على أربابها، وصارت ملكًا للصنم٣.

وقد وصف بأنه كان كجثة الرجل العظيم، من صخرة بيضاء، لها كالرأس أسود، إذا تأمله الناظر رأى فيه كصورة وجه الإنسان، وكانوا يكلمون منه، وتخرج منه همهمة، ويقربون القرابين إليه، ويلطخون بدمه، ويكترون ثياب السدنة يلبسونها حينما يقربون قربانًا إليه ويريدون مكالمته٤. ويلاحظ أن تغيير الملابس وإبدالها للتطهر، له مثيل عند العبرانيين٥.


١ الأصنام "٣٩" "روزا"، "٦٣" "أحمد زكي باشا"، المشرق، السنة ١٩٣٨"م. الجزء الأول "ص٥".
٢ الأصنام "٦٣" "٣٩" "روزا".
٣ البلدان "٣/ ١٢٢" قال المثقب العبدي، وقيل عدي بن وداع:
فبات يجتاب شقارى كما ... يبقر من يمشي إلى الجلسد
تاج العروس "٢/ ٣٢٤" "جلسد".
٤ البلدان "٣/ ١٢٢" وما بعدها".
٥ التكوين، الإصحاح الخامس والثلاثون، الآية٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>