للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما آهلة "تدمر" فهي "بل"، "أي "بعل" و"عزيزو"، و"أرصو" "أرضو"، و"شيع القوم"، و"شمش" "شمس" و"اللات"، و"إيل"، و"بعل شمين"، و"سعدو" ويلاحظ أن الكتابات التدمرية تستعمل في الغالب الكنايات والنعوت الإلهية بدلًا من أسماء الآلهة، فاستعملت "تبارك اسمه"، و"رب العالم"، و"الله المحسن"، و"رب العالمين"، وأمثال ذلك كناية عن آلهة تدمر. وهي تشير إلى وجود فكرة التوحيد عند التدمريين، وإلى أغرب أهل تدمر عن التصريح بأسماء الآلهة، والاكتفاء بذكر نعوتها وأسمائها الحسنى، على طريقة العبرانيين في تجنب ذكر اسم الإله، والتكنية عنه بنعوته. وقد يكون لآراء الفلاسفة اليونان أثر في معتقدات أهل تدمر في آلهتهم١.

ويرى "ليدزبارسكي" Lidzbarski أن "بل" هو إله تدمر الأكبر. وهو "بعل". ولمركزه الخطير عند أهل تدمر، دعاة اليونان "زيوس" zeus أما "ملك بل"، فإنه الشمس، وأما "عجلى بل"، فهو القمر. ويقدم عادة على "ملك بل" في الكتابات. وتقدم القمر على الشمس عادة قديمة عند أهل تدمر لا بد أن يكون لها سبب بالطبع٢.

أما الإله "عزيزو" فهو العزى. ويؤيد ذلك ما ذكره أحد الكتبة اليونان من أنه كان كوكب الصباح عند العرب، وأنه الإله الرءوف الرحيم الذي عبدته العرب قبل الإسلام. ويلاحظ أن هذا النعت وارد في نص تدمري، مما يثبت كون "عزيزو" هو "العزى" الإله الشهير٣.

وأما "أرصو" "أرضو"، فيظن "ليدزبارسكي" أنه Oratal الذي ذكر المؤرخ "هيرودوتس"، أنه أحد آلهة العرب الكبرى مع الإله "اللات" ويظن أن "أرصو" هو "رضا" "رضى" الإله الذي أشار إليه الأخباريون.

وأما اللات، فقليل الورود في النصوص التدمرية مع شيوع الأسماء المركبة


١ Ency, Religi, ٩, p. ٥٩٢.
٢ Ency, Religi, ٩, p. ٥٩٣.
٣ Ency, Religi, ٩, p. ٥٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>