للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى، والجمرة الوسطى، وجمرة العقبة١.

ويرجع أهل الأخبار مبدأ رمي الجمرات إلى "عمرو بن لحي" يذكرون أنه جاء بسبعة أصنام فنصبها بـ"منى"، عند مواضع الحجرات، وعلى شفير الوادي، ومواضع أخرى، وقسم عليها حصى الجمار، إحدى وعشرين حصاة، يُرمى كل منها بثلاث جمرات، ويقال للوثن حين يُرمى: أنت أكبر من فلان الصنم الذي يُرمى قبله٢.

وكان إفاضة الجاهليين على هذا النحو: كان أمر الإفاضة بيد رجل من أسرة تناوبت هذا العمل أبًا عن جد. وقد اشتهر منهم رجل عرف بـ"عميلة بن خالد العدواني"، واشتهر بين الناس بـ"أبي سيارة". كان يجيز الناس من المزدلفة إلى منى أربعين سنة. يركب حمارًا أسود، وينظر إلى أعالي جبل "ثبير"، فإذا شاهد عليها أشعة الشمس الأولى نادى: أشرق ثبير، كيما نغير! ثم يجيز لهم بالإفاضة وفيه يقول الشاعر:

خلوا الطريق عن أبي سيَّاره ... وعن مواليه بني فزاره

حتى يجيز سالمًا حماره ... مستقبل القبلة يدعو جاره

فقد أجار الله من أجاره٣.

وضرب به المثل، فقيل: أصح من عير أبي سيَّارة٤.

وذكر "الجاحظ" أن اسم "أبي سيارة" "عميلة بن أعزل"، دفع بأهل الموسم أربعين عامًا، ولم يكن عيره عيرًا وإنما كان أتانًا، ولا يعرفون حمارًا وحشيًّا عاش وعَمَّر أطول من عير "أبي سيارة"٥.


١ تاج العروس "٣/ ١٠٧"، "حجر"، "١٠/ ٣٤٨"، "منى".
٢ الأزرقي، أخبار، "ص٤٠٢"، لا يبزك".
٣ اللسان "٧/ ١٩١"، الروض الأنف "١/ ٨٦"، الميداني "١/ ٤٢١ وما بعدها"، البلدان "٣/ ٦"، "ثبير"، "البكري" "١/ ٣٣٥"، "طبعة السقا"، "وأبو سيارة: عميلة بن أعزل"، الحيوان "٧/ ٢١٥"، "عبد السلام محمد هارون"، إرشاد الساري "٣/ ٢١٠".
٤ تاج العروس "٣/ ٢٨٧"، "سير"، نهاية الأرب "١٦/ ٣٦ وما بعدها".
٥ الحيوان "١/ ١٣٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>