للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكعبة، وقد حجت إليه، وكانت تنحر عنده، ويتقربون إلى العزى بالذبائح١. وقد ذكر الأخباريون أنه كان بعكاظ صخور يطوف الجاهليون بها ويحجون إليها٢. وإذا تذكرنا "دومة الجندل" ومعبدها الكبير، فلا يستبعد أن تكون الأسواق الأخرى مواضع مقدسة قديمة كانت محجة للناس عامرة تفد إليها القبائل في مواسم الحج، ثم فقدت خطورتها قبيل الإسلام، ولم يبق عليها إلا طابع الأسواق التجارية.

وتكون في المعابد مواضع يلقي فيها العباد وأصحاب النذور هداياهم ونذورهم التي يتقربون بها إلى آلهة المعبد. وقد أشار أهل الأخبار إلى وجودها في الكعبة وفي المعابد الجاهلية الأخرى. ويظهر من وصفهم لها أنها كانت على شكل حفر تلقى فيها تلك الهدايا والنذور. فذكر الأخباريون أنه كان على يمين الداخل إلى البيت "جب"، اتخذ خزانة للبيت يلقى فيه ما يُهدى إلى الكعبة، وهو الجب الذي نصب عليه عمرو بن لحي "هبل" وهو صنم كانت قريش تعبده. وقد عرف علماء اللغة الجب بأنه البئر٣، ووصفها "الأزرقي"، فقال: إنها كانت في جوف الكعبة على يمين من يدخلها، وكان عمقها ثلاث أذرع، وأن اسمها "الأخسف"، وكانت العرب تسميها "الأخشف"٤.


١ الأصنام "ص١٦، ١٨ وما بعدها".
٢ البلدان "٦/ ٢٠٣"، المشرق، السنة ٣٧، نيسان – حزيران، ١٩٣٩م "ص٢٢٠".
٣ اللسان "١/ ٢٥٠" "صادر".
٤ أخبار مكة "١/ ٢٧، ٦٨"، البلدان "٧/ ٢٥٨"، وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>