للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اقتصر "محمد بن حبيب" على ذكر بعض من تقدم، حين تكلم عن "أسماء الذين رفضوا عبادة الاصنام"، فذكرهم على هذا النحو: عثمان بن الحويرث، وورقة بن نوفل، وزيد بن عمرو بن نفيل، وعبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي. وذكر أن منهم من تنصر ومات على النصرانية، مثل: عثمان بن الحويرث، وورقة بن نوفل، وعبيد الله بن جحش بن رئاب الأسدي١.

فأما قس بن ساعدة الأيادي، فقد رفعه الإخباريون من مصاف أسوياء البشر، ووضعوه في صف المعمرين الذين عاشوا مئين من السنين قبل سبع مئة سنة، وقيل ست مئة سنة، أو أقل من ذلك بكثير، غير أنه لا يقل عن ثلاث مئة سنة على كل حال٢.

وأما مولده، لمجهول. وأما وفاته، فيكاد يحصل الاتفاق على أنه كان قبيل البعثة. وقد ورد في رواية إن الرسول أدركته ورآه يخطب في سوق عكاظ خطبته الشهيرة المعروفة، غير أنه لم يحفظها، وأن أبا بكر، وكان من جملة من حضر السوق وسمع الخطبة، كان قد حفظها، فأعادها على الرسول. وهي الخطبة الشهيرة المتداولة بين الناس والمحفوظة في الكتب. وهناك رواية تذكر أن الرسول كان يحفظها، وقد تلاها على من حضر عنده، وتلا بعضًا منها على وفد عبد العقيس٣.


١ المحبر "١٧١ وما بعدها".
٢ وخيل: قس بن ساعدة بن حذافة بن زفر، وقيل: حذافة بن زهر بن نزار. وقيل: قسبن ساعدة بن عمرة بن عدي بن مالك بن ايدعان بن النمر الخ ... وقيل: هو ابن ساعدة بن عمرو بن شمر بن عدي بن مالك، وهكذا. بلوغ الأرب "٢/ ٢٤٦"، البيان والتبيين "١/ ٥٠" "طبعة السندوبي"، "١٩٢٦"، شعراء النصرانية "٢/ ٢١١"، "قس بن ساعدة الأيادي بن عمرو بن عدي بن مالك بن ابدطان "ايدعان" بن النمر بن وائلة بن الطمثان بن عوذ مناة بن يقدم بن أفصى، المحبر "ص ١٣٦"، الأغاني "١٤/ ٤٠"، البداية والنهاية، لابن كثير "٢/ ٢٣٠" الميداني، مجمع الأمثال "١/ ١١٧".
٣ وفي نصها بعض الاختلاف، راجع:
الإصابة "٥/ ٢٨٥"، "وقدم وفد بكر بن وائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل منهم: هل تعرف قس بن ساعدة؟ فقال رسول الله: "ليس هو منكم. هذا رجل من إياد، تحنف في الجاهلية، فوافى عكاظ والناس مجتمعون، فيكلمهم بكلامه الذي حفظ عنه"، طبقات ابن سعد: الجزء الأول: القسم الثاني "ص ٥٥"، "وفد بكر بن وائل"، محاضر الأبرار "ص ٤٨ وما بعدها"، البداية والنهاية "٢/ ٢٣٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>