للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتنصر، وهلك هناك١.

وأما عثمان بن الحويرث، فقد بقي مغاضبًا قومه في دينهم، ثم رأى الذهاب إلى الروم، فذهب إليهم، وتقرب إلى قيصر، وحسنت منزلته عنده، وتنصر ومنحه لقب "بطريق"، وأراد تنصيبه ملكًا على مكة، ولكن قومه أبوا عليه ذلك، فلم يتم له مراده، ومات بالشام مسمومًا، سمه عمرو بن جفنة الغساني٢.

وذكر "الزبيري"، أن والدة "عثمان بن الحويرث"، هي "تماضر بنت عمير بن أهيب بن حذاقة بن جمح"٣. وأنه خرج إلى "قيصر فسأله أن يملكه على قريش، وقال: أحملهم على دينك، فيدخلون في طاعتك، ففعل، وكتب له عإدًا وختمه بالذهب، فهابت قريش قيصر، وهموا أن يدينوا له، ثم قام الأسود بن المطلب أبو زمعة، فصاح، والناس في الطواف: إن قريشًا لقاح، لا تملك ولا تملك، فاتسعت قريش على كلامه، ومنعوا عثمان مما جاء له، فمات عند ابن جفنة، فاتهمت بنو أسد بن جفنة بقتله"٤. وكان ابن جفنة حبس أبا ذئب عنده، وأبا أحيحة بسبب عثمان بن الحويرث٥. ويقصدون بابن جفنة: عمرو بن جفنة الغساني٦.

وتذكر إحدى الروايات، إن وفاة "عثمان بن الحويرث" كانت بالشام، وقد مات عند قيصر، وكانت وفاته قبل المبعث بثلاثين سنة، أو نحوها. وقد رثاه "زيد بن عمرو بن نفيل"٧، وورقة بن نوفل٨.

ويعد "عثمان بن الحويرث" من أشراف "بني أسد" من قريش٩. وقد كان مع "خويلد بن أسد" على رأس "بني أسد" في "حرب الفجار"١٠.


١ ابن هشام "١/ ٢٤٣"، المحبر ٧٦، ٨٨، ١٧٢، ١٧٣"، البداية "٢/ ٢٤٣".
L KrehI Das Leben Muhammad
٢ ابن هشام "١/ ٢٤٣"، الاشتقاق "ص٥٩"، المحبر "١٦٥، ١٧٠، ١٧١، ١٧٥، ٣٠٧" الروض الأنف "١/ ١٤٦".
٣، ٤ كتاب نسب قريش "٢٠٩ وما بعدها"، وذكر صاحب "المحبر" أن أمه من الحبشيات "٣٠٧".
٥ الحبشيات "٣٠٧",
٦ جمهرة ابن حزم "١٩٠".
٧ البداية "٢/ ٢٤٣".ط
٨ كتاب نسب قريش "٢١٠".
٩ المحبر "١٦٥".
١٠ المحبر "١٧٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>