للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السموأل وحده، بل يرى أن النصرانية هي ديانة جميع الشعراء الجاهليين، ولهذا ألف فيهم كتابه "شعراء النصرانية" وتحدث فيه عنهم على أنهم نصارى مؤمنون بدين المسيح١. وقد فاته شيء واحد لا أدري كيف عزب عن باله، عفا الله عنه، هو: تعيينه مذهبهم في النصرانية، ونصه على ترهبهم وتنسكهم ولبسهم المسوح على طريقة الرهبان.

ومن القصائد المنسوبة إلى السموأل، قصيدة مطلعها:

ألا أيها الضيف الذي عاب سادتي ... ألا اسمع جوابي لست عنك بغافل

ختمها بهذا البيت:

وفي آخر الأيام جاء مسيحنا ... فأهدى بني الدنيا سلام التكامل٢

وهي قصيدة تختلف في أسلوب نظمها وفي العرض العام عن طرق النظم المألوفة في الشعر قبل الإسلام، والشعر المنسوب إلى السموأل. وقد وردت فيه كلمة "رحمانهم" وأشير فيها إلى قصة إبراهيم الخليل، والذبيح ابنه، وإلى تسميته بإسرائيل، ثم إلى الأسباط. وقصة بني إسرائيل مع فرعون مصر. وقد أغرق الله فرعون في البحر. وإلى القدس والطور، وأمثال ذلك.

وهذه القصيدة هي رد لأقوال رجل يظهر أنه عاب بني إسرائيل، وتهجم عليهم، فأثار هذا التطاول صاحب هذه الأبيات فنظمها في الرد عليه، وفي الفخر بقومه، مستشهدا على ذلك بالقصص الوارد في التوراة عن بني إسرائيل وعن الأنبياء: إبراهيم وإسحاق ويوسف، وختمها بالبيت الذي رويته منها عن مجئ المسيح، وقد دعا بـ "مسيحنا"؛ لأن المسيح من اليهود. ذكر المسيح فيها بعد حديثه عن موسى وتكليم الرب له على جبل الطور، وهو انتقال فجائي غريب ليست له صلة ما بالأبيات المتقدمة.


١ Nalino Raccolta, III, p. ١٠٥, Noldeke, Sammaual, in Zeitschrift Fur Assyriologie, XXVI, ١٩١٢, S. ١٧٧, Welhausen, Zum Koran in ZDMG, LxVII, ١٩١٣, A. ٦٣٠, Eisenburg, Zu Samaw'al, in ZDMG, LXVIII, ١٩١٤, S. ٦٤٤, Al-Samaw'al, in ZDMG, LXVIII, ١٩١٤, s. ٦٤٤, Al-Samaw'al Ivn Adiya, in Zeitschrift fur Asyriologie, XXVI, ١٩١٢, S. ٣١٨.
٢ شعر السموأل "ص٥٣"، "وعيسى سابا"، "بيروت ١٩٥١م".

<<  <  ج: ص:  >  >>