للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يخل شعر الأعشى من اسم داود، فورد في مناسبة التحدث عن حوادث الزمان واعتداء الدهر على الإنسان، وتبدل الأيام، كما في موضع آخر في كلامه على الدروع١. أما عبيد الأبرص، فقد ذكره في أثناء كلامه على طول العمر٢.

وعرف "سليمان" في أبيات للنابغة قالها في مدح النعمان ملك الحيرة بتسخيره الجن لبناء تدمر٣. وعرف بمثل ذلك وببنائه الأبنية الفخمة وبسعة ملكه في شعر شعراء آخرين٤. وإذا كان ما نسب إلى أولئك الشعراء صحيحا، كان رأيهم هذا في سليمان بتأثير ما كان يقصه أهل الكتاب على الجاهليين من قصص وارد في العهد الجديد، في سفر الملوك الثالث وأخبار الأيام الثاني عن ملكه وعجيب أبنيته٥.

وقد ورد اسم سليمان علما لجملة رجال عاشوا في الجاهلية وفي أيام الرسول، فهناك حاكم من حكام العرب المعروفين في الجاهلية اسمه "سليمان بن نوفل"٦.


١
ومر الليالي كل وقت وساعة ... يزعزعن ملكا أو يباعدن دانيا
وردن على داود حتى أبدنه ... وكان يغادي العيش أخضر صافيا
الحماسة، للبحتري "٩٠"، النصرانية "٢٧٢".
٢
وطلبت ذا القرنين حتى فاتني ... ركضا وكدت أن أرى داؤودا
خزانة الأدب "١/ ٣٢٣"، النصرانية "٢٧٢".
٣
ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه ... ولا أحاشي من الأقوام من أحد
إلا سليمان، إذا قال الإله له: ... قم في البرية فاحددها عن الفند
وخيس الجن إني قد أذنت لهم ... يبنون تدمر بالصفاح والعمد
فمن أطاعك فاخضعه بطاعته ... كما أطاعك وأدلله على الرشد
ومن عصاك فعاقبه معاقبة ... تنهى الظلوم ولا تعقد على أحد
العقد الثمين "٧"، شعراء النصرانية "٦٦٣"، النصرانية "٢٧٤".
٤ قال الأعشى:
فلو كان حيا خالدا ومعمرا ... لكان سليمان البري من الدهر
براه الهي واصطفاه عبادة ... وملكه ما بين سرفي إلى مصر
وسخر من جن الملاك شيعة ... قياما لديه يعملون بلا أجر
البدء والتأريخ "٣/ ١٠٨"، النصرانية "٢٧٤"، وله أيضا:
فذاك سليمان الذي سخرت له ... مع الإنس والجن الرياح المراخيا
الحماسة، للبحتري "٨٦ وما بعدها"، النصرانية "٢٧٥".
٥ النصرانية "٢٧٣".
٦ اليعقوبي "١/ ٢٩٩"، النصرانية "٢٣٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>