للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما نفهم من معنى الآلهة، وأن "عبد الجن"، وإن دل على التعبد للجن، إلا أن هذه التسمية لا تدل حتما على عبادة للجن١.

وتتألف الجن من عشائر وقبائل، تربط بينها رابطة القربى وصلة الرحم. وهي كعشائر وقبائل جزيرة العرب، تتقاتل فيما بينها، ويغزو بعضها بعضًا. ولها أسماء ذكر بعضًا منها أهل الأخبار، كما أن لها ملوكا وحكاما وسادات قبائل. فهي في حياتها تحيا على شكل نظام حياة الجاهليين. وإذا اعتدى معتد على جان انتقمت قبيلته كلها من المعتدي أو المعتدين. وبين قبائل الجن عصبية شديدة، كعصبية القبيلة عند الجاهليين، وهي تراعي حرمة الجوار، وتحفظ الذمم والعقود وتعقد الأحلاف. فنحن إذن أمام حياة جاهلية مستترة غير منظورة، هي حياة جن جاهليين، ومن الجن "بنو غزوان"٢، "بنو "غزوان"٣.

وقد تتقاتل طوائف من الجن، فيثير قتالها عواصف الغبار، ولذلك فسر الجاهليون حدوث العواصف والزوابع بفعل الجن. ونجد هذه الفكرة فكرة إحداث الجن للرياح والعواصف في المزامير من أسفار التوراة٤.

وهم مثل البشر، فيهم الحضر، أهل القرار، وفيهم المتنقلة وهم أعراب الجن، وفيهم من يسير بالنهار، وفيهم من يسير بالليل، وهم "سراة الجن"، و"السراة". قال الشاعر:

أتوا ناري فقلت منون قالوا ... سراة الجن، قلت: عموا ظلاما٥

وللجن كما للإنس ورؤساء وعظماء، نذكر منهم: الشنقناق والشيصبان. وقد ذكر الأول في شعر "بشار بن برد" وفي شعر لأبي النجم، وفي شعر حسن بن ثابت٦. و"دحرش" أبو قبيلة من الجن٧.

وعقد الجاهليون أحلافا مع الجن على التعاون والتعاضد، فقد ذكر أن قوما


١ Ency. ReIigI I, p. ٦٧٠
٢ اللسان "٥/ ٨٩"، "وبنو غزوان، حي من الجن"، "قرر".
٣ تاج العروس "١٠/ ٢٤١"،"عزا".
٤ المزمور١٠٤، الآية الرابعة Reste,S.١٥١
٥ تاج العروس "١٠/ ١٧٤"، "سرى".
٦ الحيوان "١/ ٣٠٨"، "٦/ ٢٢٨، ٢٣١"، ثمار القلوب "٥٥".
٧ تاج العروس "٤/ ٣١٠"، "دحرش".

<<  <  ج: ص:  >  >>