للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأى برقا فأوضع فوق بكر ... فلا بك ما أسأل وما أغاما١

وفي ذلك قال "علباء بن أرقم":

يا قاتل الله بني السعلاة ... عمرو بن يربوع شرار النات٢

وقد تعرض "الجاحظ" لموضوع زواج الإنس بالجن وبالعكس، أي زواج الجن بالإنس. وتعرض لقول من قال إن "بلقيس" كانت من امرأة جنية. وذكر آراء الناس في هذا الزواج المختلط، الذي شك في إمكان انجاب نسل منه. وقال: "وقد يكون هذا الذي نسمعه من اليمانية والقحطانية، ونقرؤه في كتب السيرة، قص به القصاص، وسمروا به عند الملوك"٣. وقد كان لأهل اليمن قصص وأساطير، بدليل ما نلاحظه من أن معظم رواة القصص القديم كانوا من أهل اليمن في صدر الإسلام. ويظهر أنهم حذقوا به وتفوقوا به على بقية العرب الذين نسميهم العدنانيين بسبب دخول كثير منهم في اليهودية وفي النصرانية وشرائهم الكتب، وفيها قصص من قصص أهل الكتاب والأساطير القديمة، فمزوجوه مع ما كان لهم من قصص وثني قديم.

وقد أطلق "الجاحظ" على قول الناس بزواج الإنس بالجن وبالعكس "الزواج المركب"، وأشار إلى قول الشاعر علباء بن أرقم:

يا قاتل الله بني السعلاة ... عمرا وقابوسا شرار النات

إنه الدليل على أن السعلاة تلد الناس. هذا سوى ما قالوا في الشق وواق واق ودوال باي وفي الناس والنسناس٤.

وذكر أيضًا أن أعراب بني مرة تزعم أن الجن استهوت سنانا بي أبي حارثة المري، وهو والد هرم بن سنان، لتستفحله إذ كان منجبًا، وكان سنان قد


١ الحيوان "١/ ١٨٦"، "هارون"، "٦/ ١٩٧".
٢ الحيوان "٦/ ١٦١"، اللسان "٢/ ٤٠٧"، نوادر أبي زيد "١٠٤، ١٤٧"، المخصص "٣/ ٢٦" "١٣/ ٢٨٣"، الأمالي، للقالي "٢/ ٦٨"، محاضرات الراغب "٢/ ٢٨١"، الخصائص "٤٥١"، الفصول والغايات "٢١٠".
٣ كتاب البغال من رسائل الجاحظ "٢/ ٣٧١".
٤ كتاب البغال من رسائل الجاحظ "٢/ ٣٧٤"، الحيوان "١/ ١٨٩". "هارون".

<<  <  ج: ص:  >  >>