للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي كتب التفسير والسير والأخبار والأدب أمثلة عديدة من الرؤيا، تشير إلى أن الاعتقاد بالأحلام كان معروفا عند الجاهليين، وأن أثره كان عميقًا في حياتهم. وقد يكون لأهل الكتاب أثر عليهم في كيفية تفسير الأحلام وتوجيه تعبير الرؤيا، غير أن الاعتقاد بالأحلام هو اعتقاد عام، وكان يقوم به متخصصون بتفسير الأحلام. وقد عرف في الإسلام واشتهر به "ابن سيرين"١.

وقد عرف بعض العلماء الإسلاميين الحلم بأنه عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء المزعجة، وخصصوا الرؤيا بما يراه الإنسان في منامه من الخير والشيء الحسن٢. وهم بذلك على طريقة القدماء في جعل الأحلام نوعين: أحلام من فعل الشيطان والأرواح الخبيثة، وأحلام من إلهام الآلهة في الإنسان، وهي التي تنكشف من رؤية أشياء جميلة وعن أشياء يرغب صاحب الحلم في الحصول عليها وتحقيقها.

ويرجع العلماء الرؤيا إلى النفس، تطلع الرؤيا إلى النفس، تطلع على الواقعات فتتذكرها، وتوحي بها إلى صاحبها. وهم يعتقدون بها. وجعلوها جزءًا من النبوة٣.


١ "كتاب التعبير"، عمدة القاري "٢٤/ ١٢٦"، الفهرست "٤٣٩"، "الكتب المؤلفة في تعبير الرؤيا".
٢ النهاية "١/ ٢٨٩ وما بعدها"، تاج العروس "٨/ ٢٥٥"، "حلم".
٣ مقدمة ابن خلدون "١/ ١٠٢ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>