للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخبر طيره فيها زياد ... لتخبره وما فيها خبير

أقام كأن لقمان بن عاد ... أشار له بحكمته مشير

تعلم أنه لا طير إلا ... على متطير وهو الثبور

بلى شيء يوافق بعض شيء ... أحايينا وباطله كثير١

واسم النابغة زياد٢.

وهناك نوع آخر من التنبؤ يقال له في الإنكليزية "Hepatscopy"، ويراد به استخراج الغيب من دراسة كبد الأضاحي التي تقدم إلى الآلهة. وقد اشتهر به الكلدانيون على الأخص، وتوسعوا فيه فشمل أيضًا قراءة الرئة أو بقية الأحشاء. وكان معروفا أيضًا عند العبرانيين واليونان والرومان والمصريين وغيرهم٣. وللكبد أهمية خاصة عند العرب، وهو ف نظرهم معدن العداوة ومقر الحقد، لذلك يقال للأعداء: سود الأكباد، لأن الحقد قد أحرق أكبادهم حتى اسودت٤.

وقد تشاءموا من بعض الأيام، مثل "الأيام النحسات". وهي كل أربعاء يوافق أربعاء من الشهر، مثل أربع خلون، وأربع وعشرين، وأربع بقين. كما تشاءموا من بعض الشهور، مثل شهر شوال، ولذلك كرهت التزوج فيه٥. وورد يوم نحس و"أيام نحسات"، وهي المشؤومات. والعرب تسمي الريح الباردة إذا دبرت نحسا. والنحس: الجهد والضر، وخلاف السعد من النجوم وغيرها٦. وقد كان أه لنجد يتيمنون بالسانح، ويتشاءمون بالبارح، ويخالفهم أهل العالية، فيتشاءمون بالسانح، ويتيمنون بالبارح٧.

ويدخل في هذه الأيام تشاؤم بعض الجاهليين من يوم معين وتفاؤلهم من يوم آخر. فيكون يوم التشاؤم يوم بؤس، يغضب فيه من يتشاؤم منه على كل من يراه أول مرة أو في ذلك النهار، وقد يلحق به سوءا كالذي روي من قصة


١ الحيوان "٣/ ٤٤٧"، "هارون".
٢ الحيوان "٥/ ٥٥٥"، "هارون".
٣ Ency. ReIigI., ٤, p. ٨٠٨ Hastings, p. ٥٦٨, Diodorus SicI., II, p. ٢٩.
٤ اللسان "٤/ ٣٧٨".
٥ مروج الذهب "٢/ ١٠٨ وما بعدها".
٦ اللسان "٦/ ٢٢٧".
٧ العمدة "٢/ ٢٦٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>