للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأسود أبا البيضاء، وسموا الغراب بحاتم، إذ كان يحتم الزجر به على الأمور١

وورد أن العرب إذا تطيروا من الإنسان وغيره قالوا: صباح الله لا صباحك٢. ولإيمان العرب بباب الطيرة والفأل عقدوا الرتائم، وعشروا إذا دخلوا القرى تعشير الحمار، واستعملوا في القداح الآمر، والناهي، والمتربص، وهن غير قداح الأيسار٣.

ومن أبواب الفراسة النظر إلى خطوط الكف للاستدلال بها على طبيعة صاحب الكف وعلى ما سيحدث له من أحداث. وقد أشار إلى الكف وإلى أسرارها الأعشى في قوله:

انظر إلى كف وأسرارها ... هل أنت إن أوعدتني ضائري٤

ولمراقبة الكلف الذي يظهر على وجه القمر ودراسة النجوم والظواهر الطبيعية التي تحدث للأجرام السماوية كالكسوف والخسوف، أهمية كبيرة في التكهن. وقد كان الجاهليون يعتقدون أن للكسوف والخسوف أثرًا في حياة الإنسان، فإذا وقعا دلا على موت إنسان عظيم أو حياته، أو ولادة مولود صاحب حظ كبير٥. وكذلك كان رأيهم في تساقط النجوم. وقد أشير إليه في أشعار القدماء من الجاهلية، منهم عوف بن الجزع وأوس بن حجر وبشر بن أبي خازم٦.

وقد كان في زعم الكهان من صنف المنجمين أن في استطاعتهم التأثير في الأجرام السماوية وفي أحداث الضباب والعواصف والرياح، وقد نهي عن التصديق بها في الإسلام، لتعارضها مع الإيمان بسيطرة الله وهيمنته وحده على الكون.

كان للجاهليين اعتقاد بأثر فعل النجو في الإنسان، ولهذا كانوا يراقبون السماء لتفسير ما يرون فيه من تساقط نجوم، ومن أخبار الشياطين عما يستعون إليه من وحي السماء. وذكر أنهم كانوا يفزعون إذا تساقطت الشهب بكثرة غير


١ الحيوان "٣/ ٤٣٩"، "هارون، "٤/ ٢٥٣".
٢ اللسان "٢/ ٥٠٢".
٣ الحيوان "٣/ ٤٤٠"، "هارون".
٤ المعاني الكبير "٣/ ١١٨٥".
٥ اللسان "١١/ ٢٠٨"، الروض الأنف "١/ ١٣٥".
٦ الرض الانف "١/ ١٣٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>