للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للحرث. والنخة البقر العوامل١. ويقال رضت الأرض إذا أثرتها٢. وأما وطدت الأرض فبمعنى ردمتها لتصلب، والميطدة خشبة يوطد بها المكان من أساس بناء وغيره ليصلب٣. ويقال شحبت الأرض شحبًا وأشحبها. إذا قشرت وجهها بمسحاة وغيرها، وهي يمانية٤. ويقال لكل واحد من أخاديد الأرض تلم والجمع التلام. وهو مشق الكراب في الأرض بلغة أهل اليمن٥. والخرق بمعنى شق الأرض للحرث. وخضضت الأرض بمعنى قلبتها٦.

والحيوانات المستخدمة في الحراثة هي الثيران والحمير والخير والجمال، وذلك بحسب كثرة هذه الحيوانات وقلتها، ويستعمل في الحرث حيوان واحد حينًا وحيوانات حينًا آخر. وقد وصلت إلينا بعض النصوص الجاهلية محفورًا فيها صور حيوانات تحرث، تجر المحراث ويسوقها الفلاح. ويكون الكراب على البقر، وهو الغالب، وفي المثل: "الكراب على البقر"٧.

ويظهر من كتب الحديث أن اعتماد أهل الحجاز في الحراثة كان على البقر. وقد ورد في الحديث: "بينما رجل راكب على بقرة، التفتت إليه، فقالت: لم أخلق لهذا، خلقت للحراثة"٨. ويظهر أنهم كانوا يستعملون الكلاب في الحراثة كذلك. ففي الحديث: "كلب حرث". وقد ورد أيضًا "كلب غنم" و"كلب ماشية"، و"كلب صيد"، و"كلب زراعة"٩.

ويشتغل الفلاح بعد حراثة الأرض بإصلاحها ونثر الحب فيها نثرًا متساويًا منتظمًا، ويستعمل لذلك بعض الآلات، مثل "المالق"١٠ و"المملقة".


١ تاج العروس"٢/ ٢٨٢"، "نخخ".
٢ تاج العروس "٨/ ٣١٣"، "رضم".
٣ القاموس "١/ ٣٤٥ وما بعدها".
٤ المخصص "١٠/ ١٤٨"، القاموس "١/ ٨٥ وما بعدها".
٥ المخصص "١٠/ ١٤٨"، القاموس "٤/ ٨٣".
٦ المخصص "١٠/ ٢٤٨".
٧ المخصص "١٠/ ١٥٠".
٨ عمدة القارئ "١٢/ ١٥٩ وما بعدها"، "باب استعمال البقر للحراثة".
٩ عمدة القارئ "١٢/ ١٥٧ وما بعدها"، جامع الأصول "٧/ ٤٦١ وما بعدها"، "في ذكر الكلاب واقتنائها"، إرشاد الساري "٤/ ١٧٢ وما بعدها"، "باب اقتناء الكلب للحرث".
١٠ كهاجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>