للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"البذر"، ما عزل للزراعة من الحبوب. و"البذر" زرع الأرض١.

وتزرع بعض الزروع على السواقي وأطراف مسايل الماء، وذلك بوضع "البذر" أو "البصل" في حفر، ثم يوضع فوقها قليل من التراب، لمن الطيور من التهامها، وللمحافظة عليها من أثر الجو فيها. وقد يزرع البزر، فإذا نبت، تقلع النبتة الواحدة، لتزرع في موضع آخر.

وإذا أصاب الزرع الخصب والنماء، عبر عن ذلك بلفظة "خصب" في المسند٢. اللفظة التي نستعملها نحن في الزراعة، بمعنى كثرة العشب والزرع والنماء والوفرة٣.

ولا بد لنمو الزرع ونضوجه من إسقاء، ويعبر عن السقي بلفظة أخرى هي "المكر". والمكر سقي الأرض. يقال أمكروا الأرض إذا سقوها٤.

ولتقوية الأرض وإعادة الحيوية إليها. استخدم الجاهليون التسميد. وبالسماد تعاد إلى الأرض بعض قوتها، وينمو الزرع. وقد استعملوا في ذلك جملة وسائل كما يفعل المزارعون في الزمن الحاضر الذين لا يزالون يسيرون على طريقة القدماء في التسميد، فاستعملوا فضلات الإنسان والحيوانات، كما استعملوا الزبل أيضًا. وذكر أن من أسمدتهم عذرة الناس والسرقين برماد، يسمد به النبات ليجود٥. والسرجين، والسرقين، الزبل تدبل به الأرض٦. والمزبلة موضع الزبل، وزبل زرعه يزبله، سمده، أي أصلحه بالزبل وكذلك الأرض٧. ويقال لتسميد الأرض بالزبل "عدن الأرض" أي أصلحها بالزبل٨. ويقال دبل الأرض دبولًا، بمعنى أصلحها بالسرقين ونحوه لتجود، فهي مدبولة٩.

ولحماية الزرع من عبث الطيور وبقية الحيوانات به، اتخذوا وسائل عديدة لحمايته. منها: اللعين. ما يتخذ في المزارع كهيأة رجل، أو الخيال تذعر به.


١ تاج العروس "٣/ ٣٥"، "بذر".
٢ Rep. Epigr. ٤٦٤٦.
٣ تاج العروس "١/ ٢٣٥"، "خصب".
٤ تاج العروس "٣/ ٥٤٨"، "مكر".
٥ تاج العروس "٢/ ٣٨١"، "سمد".
٦ تاج العروس "٩/ ٢٣٤"، "سرجن".
٧ تاج العروس "٧/ ٣٥٤"، "زبل".
٨ تاج العروس "٩/ ٢٧٤"، "عدن".
٩ تاج العروس "٧/ ٣١٧"، "دبل".

<<  <  ج: ص:  >  >>