للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد افتخر "كعب بن مالك" يوم الخندق على قريش بأن قومه غرسوا النخل حدائق تسقى بالنضح من آبار ثقبت من عهد "عاد" أي من آبار قديمة جدًّا، فهي تسقي النخيل المغروسة عليها، ولهم رواكد فيها "الغاب" و"البردي" يزخر فيها نهر "المرار"، ولهم الزرع الذي يتباهى بسنبله الجميل، لا سيما إذا أصابته أشعة الشمس، لم يجعلوا تجارتهم اشتراء الحمير لأرض دوس أو مراد، بل أثاروا الأرض وحرثوها وغرسوها على نحو ما تفعل النبط في أمصارها، لا يخافون عليها كيد كائد، دلالة على عز أهل يثرب ومنعتهم وأنهم لم يغلبوا على بلادهم من قديم الدهر كما أجليت أكثر الأعاريب عن محالها وأزعجها الخوف عن موطنها١.

ومن أنواع التمور: "الصرفان"٢، و"البرني"، تمر أصفر مدور، من أجود التمور. وقيل: ضرب من التمر أحمر مشرب بصفرة كثير اللحاء عذب الحلاوة٣. و"التعضوض" ضرب من التمر، والعمر نخل السكر، وهو معروف عند أهل البحرين٤. و"البحون"، ضرب من التمر٥، والصفرى، وقد نعت بأنه سيد التمور، ثم "السرى"، ثم "اللصف"، ثم "الفحاحيل"، ثم "المجتنى"، ثم "الجعادى"، ثم "الشماريخ"، ثم "المشمرخ"، ثم "البياض"، ثم "السواد" وهما ألوان كثيرة٦.


١ سيرة ابن هشام "٢/ ٢٠٧ وما بعدها"، "حاشية على الروض الأنف" الروض الأنف "٢/ ٢٠٧".
٢ تاج العروس "٦/ ١٦٤"، "صرف".
٣ تاج العروس "٩/ ١٣٧"، "برن".
٤ تاج العروس "٣/ ٤٢٠"، "عمر".
٥ اللسان "١٦/ ١٩٠ وما بعدها"، "بحن"، تاج العروس "٩/ ١٣٥"، "البحون".
٦ الصفة "١٦١".

<<  <  ج: ص:  >  >>