للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"صليب ابنة بتاويل بن محويل بن خنوخ بن قيس بن آدم١" فيكون عدد أولاد "سام" خمسة أيضا, وهو العدد المذكور في التوراة إلا أننا نرى تباينًا بين روايتي الطبري والتوراة في الترتيب وفي الضبط: ضبط الأسماء.

ونجد الطبري يروي في مكان آخر أن أولاد سام، هم: عابر، وعليم، وأشوذ، وأرفخشذ، ولاوذ، وإرم, وذكر أن من ولد "أرفخشذ" الأنبياء والرسل وخيار الناس والعرب كلها والفراعنة بمصر٢. ويظهر من هذه الرواية أن ولد سام هم ستة، وقد نتج ذلك عن ضم "عابر" إلى ولد سام, وهو ضم مخالف لما جاء في التوراة. ولو رفعنا اسم "عابر" من الأسماء المذكورة، لصارت بقية الأسماء خمسة، وقد رتبت على وفق ما ورد في "سفر التكوين"؛ فـ"عليم" هو "عيلام"، و"أشوذ" هو "أشور"، و"أرفخشذ" هو "أرفكشاد"، و"لاوذ" هو "لود"، و"إرم" هو "أرام".

وليس في التوراة ذكر لأبناء "لود"، أي: "لاوذ" أهل الأخبار والأنساب, وكل ما فيها أن له نسلًا، وقد عرفوا بـ"اللوديين", وقد ذكروا مع "كوش" و"فوط" مما يبعث على الظن أنهم إفريقيون٣. ولورود اسم جدهم "لود" مع "أشور" و"أرام" و"عيلام"، يرى علماء التوراة أن اللوديين الذين هم من نسل "لود بن سام" هم شعب من شعوب الشرق الأدنى, لا تبعد مواطنهم عن البابليين والآشوريين، وأنهم غير "اللوديين" الإفريقيين، اللوديين المنحدرين من صلب "مصرايم" أي: "مصر", المذكورين أيضا في التوراة٤.

ولهذا فإن الأولاد الذين نسبهم أهل الأخبار إلى "لود"، "لاوذ"، وهم: طسم, وعمليق، وجرجان، وفارس على رواية، وجديس، وأميم، وعبد ضخم على رواية أخرى٥، وأمثالهم ممن لم نذكر من الأولاد، هم هبة منحها


١ الطبري "١/ ٢٠٢ وما بعدها".
٢ الطبري "١/ ٢٠٥"، التيجان "٢٥"، الكامل "١/ ٣١".
٣ قاموس الكتاب المقدس "٢/ ٢٩٩ فما بعدها"، إرميا، الإصحاح السادس والأربعون، الآية ٩.
٤ التكوين, الإصحاح العاشر، الآية ١٣، حزقيال، الإصحاح ٢٧, الآية ١٠، الإصحاح ٣٠، الآية ٥، قاموس الكتاب المقدس، "٢/ ٢٩٩" Hasrtings, P. ٥٥٧.
٥ الطبري "١/ ١٠٣"، ابن خلدون "٢/ ٧".
Sprenger, in ZDMG., ١٧ "١٨٦٣", S. ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>