للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرى "كلاسر" أن عهده يعود إلى السنة السبعمئة قبل الميلاد١. وقد بقي قائمًا يؤدي واجبه إلى حوالي السنة "٥٧٥" بعد الميلاد٢. ويظهر من بعض الكتابات المحفورة على جدرانه بالمسند أن جملة تحسينات وتعميرات أدخلت عليه في أوقات مختلفة قبل الميلاد وبعدها، وآخرها هو إصلاح أبرهة له الذي تم على أثر تصدعه سنة ٥٤٢ للميلاد. ويظهر أن تصدعًا آخر وقع للسد في أيام طفولة الرسول، وذلك في حوالي السنة "٥٧٥" للميلاد، لم يكن من الممكن التغلب عليه، بسبب التدهور الاقتصادي الذي حدث في هذا العهد في اليمن وارتباك الأوضاع السياسية واضطراب الأمن وانتشار الثورات في كل مكان وتدخل الأجانب في شؤون البلاد فتصدع قسم كبير منه، ولم يهتم أحد من الحاكمين في إعادته إلى أصله بإصلاحه وترميمه، وتحولت بذلك الأرضين الخصبة التي كانت تروى بمائه والتي كانت واسعة إلى أرضين موات، غطتها الطبيعة بطبقة من الرمال والأتربة وألبستها أكسية الصحراء الحزينة، حدادًا على فراقها لذلك السد العتيد.

وتعود أقدم الكتابات الباقية إلى أيام "المكربين". وتأتي كتابة "سمه علي ينف" "سمهعلي ينوف" مكرب سبأ على الرأس. ويظهر منها أن هذا المكرب قد أقام سد "رحاب"، وقد اشتغل به ابنه "يثع أمر بين" وقواه، كما بنى سدًّا آخر عند "حبابض"، ويقع في المنطقة الشمالية من سد مأرب٣.

وقام المكرب "كرب ال بين بن يثع امر"، ببناء جزء من السد وتقوية أجزائه الأخرى. كما قام الملوك بإضافة أجزاء جديدة إليه، وتقوية الأجزاء القديمة منه. ومن هؤلاء الملك "ذمر علي ذرح" ملك سبأ، والملك "يدع ال وتر" "يدع ايل وتر"٤.

كذلك أصلح الملك "شمر يهرعش" هذا السد، ورممه الملك "شرحبيل يعفر" في سنة "٤٤٩" للميلاد. ولكن المياه جرفت أقسامًا منه سنة "٤٥٠" للميلاد، أي


١ Ency., Iii, P.٢٩٠.
٢ A Grohmann, Sudarabien Ais Wirtschaftsgebiet, Ii, ٢٣-٢٨, A. Grohmann. S. ١٥١.
٣ Ency., Iii, P.٢٩٠, Muller, Burgen, Ii, S. ١٣, F.
٤ Muller, Burgen, Ii, S. ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>