للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا دار ماوية بالحائل ... فالفرد فالجبتين من عاقل١

وبجبل "سلمى" مدينة اسمها "أُرك", عرفت بمدينة "سلمى"، وأصحابها من "طيء", وقد انحاز إليها "خالد بن الوليد"، لما أرسله "أبو بكر" من "ذي القصة" لمحاربة المرتدين٢. وقد نزل "خالد" بأجأ، ثم تعبأ لملاقاة "طليحة الأسدي"، فالتقى به على "بزاخة"٣.

ويسلك هذا الطريق في الوقت الحاضر, الحجاج الذين يقصدون الحج عن طريق النجف بالسيارات.

و"الربذة" من القرى القديمة في الجاهلية، وهي عن المدينة من جهة الشرق على طريق حاج العراق على نحو ثلاثة أيام, سميت بـ"خرقة الصائغ"، بها مدفن "أبي ذر"٤.

ومعدن بني سليم، هو لبني سليم الذين غزاهم الرسول غزوة "قرارة الكدر"، ويقال: "قرقرة بني سليم وغطفان", لما بلغه أن بقرارة الكدر جمعًا من غطفان وسليم يريد الكيد للمسلمين٥, و"الكدر": ماءة لبني سليم في ديار غطفان ناحية المعدن٦. وإلى هذا الموضع أيضًا وصل الرسول في غزوته المعروفة بغزوة السويق، وسببها أن "أبا سفيان" نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدًا؛ انتقامًا لبدر، فسلك النجدية حتى نزل بصدور قناة إلى جبل يقال له: "تيت"، من المدينة على بريد أو نحوه، ثم خرج إلى "بني النضير"، ثم خرج فأرسل رجالًا من قريش إلى ناحية من المدينة يقال لها: "العُريض"، فحرقوا في أصوار من نخل لها، وقتلوا رجلين، ثم انصرفوا راجعين، فخرج رسول الله في طلبهم حتى بلغ "قرقرة الكدر"، فوجد أن "أبا سفيان" قد فاته وأصحابه، وكان أبو سفيان وأصحابه يلقون جرب الدقيق ويتخفون، وكان


١ تاج العروس "٧/ ٢٩٥"، "حول".
٢ الطبري "٣/ ٢٥٤ وما بعدها"، تاج العروس "٧/ ١٠١"، "أرك".
٣ الطبري "٣/ ٢٥٥"، تاج العروس "٢/ ٢٥٣"، "بزخ".
٤ ابن رستة "١٧٩"، تاج العروس "٢/ ٥٦٢"، "ربذ".
٥ إمتاع الأسماع "١/ ١٠٧".
٦ تاج العروس "٣/ ٥١٨"، "كدر"، "٣/ ٤٩٠ وما بعدها"، "قرر"، الطبري "٢/ ٤٨٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>