للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يذكر علماء السير والأخبار أسماء المراحل التي قطعتها قريش عند زحفها على "أُحُد" بتفصيل, وكل ما ذكروه أن قريشًا جاءوا فنزلوا "عينين" بجبل ببطن السبخة من قناة على شفير الوادي مما يلي المدينة١, وذكر أنه الجبل الذي أقام عليه الرماة يوم أحد؛ ولذلك قيل ليوم أحد: يوم عينين٢. وكانوا قد قدموا من "ذي طوى" على طريق "الأبواء" حيث همت وهي هناك أن تنبش قبر "آمنة" أم النبي. وسلكوا "العقيق" حتى نزلوا ظاهر المدينة٣, ثم التقوا بالمسلمين عند أحد.

ويظهر من هذه الأسماء، أن قريشًا سلكت في سيرها على المدينة الطريق المألوف الذي يمر بالأبواء. و"ذو طوى": موضع قرب مكة عرف بالزاهر، به بئر حفرها "عبد شمس بن عبد مناف"٤.

ولما سار الرسول للعمرة، سلك طريق "الفرع" "الفروع" نحو "مر الظهران"، ثم "بطن يأجج"، وحبس الهدي بـ"ذي طوى" ودخل مكة من الثنية٥. و"مر الظهران"، وادٍ به عيوان ومياه غير بعيد عن مكة، وبه "مجنة"، ويعرف الآن بوادي فاطمة٦.

وخرج الرسول من المدينة, فسلك حرة بني حارثة، ثم "الشوط" بين المدينة وأحد، ثم "الشيخين" حتى نزل الشعب من "أحد" في عدوة الوادي إلى الجبل٧. ولما عاد الرسول إلى المدينة، بلغه أن "أبا سفيان" كان بموضع "ملل" يقرر الرجوع إلى المسلمين، وأن رجلًا أخبره أنه رأى "أبا سفيان" بالروحاء، وهو مجمع مع قريش على السير إلى المدينة. وسأل الرسول عن موضع قريش فقيل له: إنه بالسيالة، فخرج من المدينة حتى وصل "حمراء الأسد", فبلغه رجوع قريش إلى مكة وذهاب شرها, فرجع إلى يثرب٨.


١ الطبري "٢/ ٥٠٢"، "غزوة أحد".
٢ تاج العروس "٩/ ٢٩١"، "عين".
٣ إمتاع الأسماع "١/ ١١٥ وما بعدها".
٤ تاج العروس "١٠/ ٢٢٩"، "طوى".
٥ إمتاع الأسماع "١/ ٣٣٧ وما بعدها"، الطبري "٣/ ٢٣ وما بعدها".
٦ بلاد العرب "٢٤، ٣٢".
٧ الطبري "٢/ ٥٠٤ وما بعدها".
٨ الطبري "٢/ ٥٣٤"، إمتاع الأسماع "١/ ١٦٧ وما بعدها".

<<  <  ج: ص:  >  >>