للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطائف"، ثم يدخل الطائف١.

وبين مكة والطائف موضع يقال له: "بطن نخلة" "نخلة"٢، إليه أرسل الرسول "عبد الله بن جحش" على رأس سرية؛ ليرصد بها عير قريش. فسلك على الحجاز، حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له "بحران", سلك طريقه نحو "نخلة" حتى بلغها، فمرت بهم عير لقريش تحمل زبيبًا وأدمًا وتجارةً من تجارة قريش وخمرًا، فاستولت على العير وأخذت أسيرين ممن كان يحرس العير، ورجعت إلى المدينة. وذكر أن "عبد الله بن جحش" كان يحمل كتابًا من الرسول يعين له الهدف، أمره ألا يفتحه إلا بعد أن يسير ليلتين، فلما سار وصار ببطن "ملل" أو عند "بئر ابن ضميرة" فتح الكتاب، فإذا فيه أن يذهب إلى "بطن نخلة" ليتحسس أخبار قريش٣.

وقد سلك أهل مكة في ذهابهم إلى اليمن وفي إيابهم منها جملة طرق، منها ما تمر بالساحل، ومنها ما تمر شرقًا عنه. ومن هذه الطرق: طريق يبدأ بمكة، ثم إلى "قرن المنازل", قرية كبيرة, وهو ميقات أهل اليمن والطائف، واسم وادٍ٤. ثم إلى "الفتق"٥، وهو قرية، ثم إلى "صفن" "صفر" "صقر"، ثم إلى "تربة"، ثم إلى "كرى" "كرا" "كدا" "كدى"، ثم إلى "رنية"، ثم إلى "تبالة"، ويرد اسمها في تأريخ "الحجاج"، فقد استعمل عبد الملك "الحجاج" عليها، فلما أتاها استحقرها ولم يدخلها، فقيل: "أهون من تبالة على الحجاج"٦. ثم إلى "بيشة بعطان"، ثم إلى "جسداء"، ثم إلى "بنات حرب" "بنات حرم"، ثم إلى "يبمبم"، وهو منزل في صحراء فيه بئر واحدة عذبة، وليس به أهل، وحوله أعراب من خثعم، وبينه وبين


١ المسالك "١٣٤"، قدامة "١٨٧ وما بعدها".
٢ وقد ذكر في شعر لامرئ القيس:
فريقان منهم سالك بطن نخلة ... وآخر منهم جازع نجد كبكب
تاج العروس "٨/ ١٣١"، "نخل".
٣ الطبري "٢/ ٤١٠ وما بعدها"، ابن هشام "٢/ ٥٩"، "حاشية على الروض"، إمتاع الأسماع "١/ ٥٥ وما بعدها".
٤ تاج العروس "٩/ ٣٠٦"، "قرن"، صبح الأعشى "٥/ ٤٣".
٥ تاج العروس "٧/ ٤١"، "فتق".
٦ تاج العروس "٧/ ٢٣٩"، "تبل".

<<  <  ج: ص:  >  >>