للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام١. وكانت تقصدها قبائل الشام والحجاز والأقسام الشمالية والغربية من أعالي نجد، وتقيم بالقرب منها كلب وجديلة طيء.

وكان الذي يشرف على هذه السوق سادات العرب من كلب أو من غسان، يتنافسون عليها ويتزايدون، فأي الحيين فاز خضع ودان له الآخر. وكان مكس هذه السوق لمن يتولى الإشراف عليها, وهم جميعًا يأخذون الإذن بالإشراف على السوق من الملك الذي يحكم الموضع في ذلك الوقت٢. وكان الإشراف على هذه السوق عند ظهور الإسلام بين "الأكيدر" وبين "قنافة الكلبي" الذي كان ينافسه على الملك٣.

وذكر "ابن حبيب" أنه "كان لكلب فيها قنّ كثير في بيوت شعر، فكانوا يكرهون فتياتهم على البغاء ويأخذون كسب أولئك البغايا، ولما كان الإسلام حرَّم هذه العادة بالآية: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ٤.

ودومة الجندل في غائط من الأرض خمسة فراسخ، ومن مغربه عين تثج فتسقي ما به من النخل والزرع، ودومة ضاحية بين غائطها واسم حصنها مارد٥, وهو حصن قديم، ورد ذكره في الشعر الجاهلي وفي كتب الأدب. وقد اكتسب شهرة كبيرة بين الجاهليين حتى ضربوا به وبـ"الأبلق" حصن السموءل المثل في العز والمنعة، فقالوا: "تمرد مارد وعزّ الأبلق قالوا: قصدتهما الزباء فعجزت عن قتالهما، فقالت: "تمرد مارد وعز الأبلق"، وذهب مثلًا لكل عزيز ممتنع٦. ويظهر أن حصن "مارد" كان من الحصون الحصينة القديمة التي


١ بلوغ الأرب "١/ ٢٦٤ وما بعدها"، المسعودي، التنبيه "٢١٤"، الطبري "٢/ ٥٧٨" "مطبعة الاستقامة"، تأريخ الخميس "٢/ ١ وما بعدها"، فتوح البلدان "١/ ٦٨ وما بعدها"، جمهرة أنساب العرب "٤٠٣"، فتوح البلدان "٢٢٣" "دار النشر للجامعيين, بيروت ١٩٥٧".
٢ البلدان "٤/ ١٠٦"، الأزمنة والأمكنة، للمرزوقي "٢/ ١٦١ وما بعدها"، المحبر "٢٦٤"، البكري "٢/ ٥٦٤ وما بعدها"، مراصد الاطلاع "٢/ ٥٤٢ وما بعدها"، التأريخ الكبير "١/ ٨٩ وما بعدها"، المسالك والممالك "١١٥", الكامل "٢/ ١٩٢".
٣ الأزمنة والأمكنة "٢/ ١٦١".
٤ النور، الرقم ٢٤، الآية ٣٣، المحبر "٢٦٤"، الأزمنة والأمكنة "٢/ ١٦١ وما بعدها"، البلدان "٤/ ١٠٦".
٥ تاج العروس "٨/ ٢٩٧"، "دوم".
٦ تاج العروس "٢/ ٥٠٠"، "مرد".

<<  <  ج: ص:  >  >>