للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب ولا شك، ففي التوراة أن "موسى" نزل على أهل "مدين" بعد هربه من "فرعون"، وتزوج ابنة كاهن "مدين" "مديان" "يثرون"، واسمها "صفورة"، فولدت له ولدا دعاه "جرشوم" "كرشوم", فرأى المفسرون والأخباريون أن شعيبًا المذكور في القرآن الكريم, هو "يثرون" التوراة. ويرى "بول" "Buhl" أن ذلك لم يكن معروفًا في صدر الإسلام وإنما حدث هذا بعد هذا العهد١.

وقد وضع بعض أهل الأخبار نسبًا عجيبًا مضحكًا لـ"شعيب"، فجعلوه "يثرون بن ضيعون بن عنقا بن نابت بن إبراهيم"٢. وتعقل آخرون فقالوا: إنه "شعيب بن ميكيل" من ولد مدين٣, وقيل غير ذلك. وكل هذا من وضع أهل الأخبار، وأهل الكتاب الذين أمدوهم بمثل هذه الأنساب والقصص، ولم يتورعوا من ادعاء أنهم وجدوا ذلك في كتب الله.

وقد عرف "يثرو" "Jethro" "Jether" بـ"رعوئيل" "Reuel" أيضا في التوراة٤, كما عرف بـ"حوباب بن رعوئيل" في موضع آخر٥. ويظهر أن خطأً قد وقع في كتابة الاسم الثاني أو الأول؛ ولهذا صار "رعوئيل" في سفر الخروج و"حوباب بن رعوئيل" في سفر العدد. ونرى أن الاسم الذي ذكره "المسعودي" وغيره من أهل الأخبار لـ"شعيب" الذي هو "يثرو" يختلف مع اسمه المذكور في التوراة, ويرى بعض الباحثين أن كلمة "يثرو" ليست اسم علم له، وإنما هي كناية عن وظيفته وهي الكهانة، فقد كان كاهنًا في قومه، والكاهن هو "يثرو" في بعض اللغات العربية الجنوبية، وأما اسمه، فهو "رعوئيل" أو "حوباب بن رعوئيل"٦.

وقد جعل الناس لشعيب قبرًا زعموا أنه على مقربة من "حطين" في موضع سماه "ياقوت" "خيارة"٧. وقال له "بول Buhl" "خربة مدين"٨.


١ enc. Vol. ٤, p. ٣٨٩, j. horovitz, koranische untersuchungen, berlin, ١٩١٦. s. ١١٩. ff
٢ الطبري "١/ ١٦٧" الكامل، لابن الأثير "١/ ٦١".
٣ الطبري "١/ ١٦٧" الكامل، لابن الأثير "١/ ٦١".
٤ الخروج، الإصحاح الثاني، الآية ١٨.
٥ العدد، الإصحاح العاشر، الآية ٢٩.
٦ Hastings, P. ٤٦٥
٧ البلدان "٣/ ٢٩٩".
٨ Enc, Vol. ٤, p. ٣٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>