وأنا لا أستبعد استخدام الجاهليين للماء في إدارة المطاحن، وقد ذكر "الهمداني" أن أهل اليمن بأودية: سربة، وشُراد، وبنا، وماوة، والموفد، وجمع، ويصيد، وأودية رعين، ووادي ضهر، كانوا يديرون مطاحنهم بالماء١, ولم يشر "الهمداني" إلى تأريخ استعمال هذه المطاحن التي تدار بالماء، ولكني لا أستبعد أخذهم هذه الصناعة من الجاهليين. وقد أشير إلى الطحن والمطاحن والطحين في نصوص المسند؛ ورد في بعضها أن الحكومات كانت تتقاضى الإتاوة من الناس إما نقدًا، وإما "ورقًا"، أي: ذهبًا سبائك، وإما "طحنًا" أي: طحينًا، وهو الدقيق, ويقال له "طحنم" و"طحن" في المسند، وإما "دعتم"، أي: بضاعة، بمعنى مواد عينية. فذكر "الطحين" في هذه النصوص، يشير إلى وجود المطاحن بكثرة في اليمن، وربما كانت تصدر الفائض منه إلى الخارج.