للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها ما استعمل لنشر الخشب وقصه، ومنها ما استعمل لثقبه باستعمال المثاقب الآلية أو اليدوية التي تعمل الثقوب بالطرق وبطريقة الحفر، كما أشير فيه إلى المسامير١. وقد ذكر في القرآن الكريم ألواح الخشب التي تستعمل في صنع السفن، و"الدسر" وهي المسامير, والسفن في ذلك العهد من صنع النجارين. وآلات النجارة المذكورة في التوراة وفي الأناجيل، معروفة ومستعملة عند الجاهليين, وقد تصنع الدسر من الخشب.

وهناك نجارون تخصصوا بصنع القوارب والسفن؛ لاستعمالها في صيد السمك وفي البحار للتجارة البحرية والنقل. ونظرًا لعدم وجود الأنهر الكبيرة والبحيرات في جزيرة العرب، انحصرت حرفة صنع القوارب والسفن في السواحل. ويستورد أهل هذه السواحل الخشب القوي الصلد من أفريقية والهند لصنع السفن الكبيرة التي يكون في مقدورها الابتعاد عن الساحل, والسير إلى الأماكن البعيدة.

ولا يستبعد قيام النجار الجاهلي بصنع العربات والمركبات؛ وذلك لاستخدامها في السلم وفي الحرب. فقد كان المصريون والعراقيون وأهل بلاد الشام يستخدمونها، وليس من المعقول عدم وجود علم للجاهليين ولا سيما لأهل اليمن بصنعها وبالاستفادة منها. والعربة هي "عجلة" "ع ج ل هـ" عند العبرانيين وتستخدم في نقل الحاصلات, وقد أشير إليها في التوراة٢. وقد عرفت بـ"م ر ك ب هـ" "مركبة" كذلك، وبـ"مركب" أيضًا، من أصل "ركب" إحدى الألفاظ التي ترد في اللهجات السامية. وهي "مركبة" في عربيتنا و"نركبتو Narkabtu" في الآشورية و"مركبثا Markabtha" في السريانية. وقد تعني الحيوان وحده الذي يركب عليه٣.

ويراد بـ"عجلة"، العربة التي تستخدم في نقل الحاصلات الزراعية في الغالب، وقد عثر على صور عربات في الآثار المصرية والآشورية واليونانية والرومانية, وبينها عربات استخدمت في القتال, ولبعضها مظلات لتحمي ركابها من الشمس والمطر. ويسحب العربات الزراعية ثور أو ثوران في الغالب, وقد


١ قاموس الكتاب المقدس "٢/ ٢٣"، Hastings, p. ٥٣
٢ Gen, XIV, ١٩, ٢٧, Num, VII, ٣, ٧, ٨, Smith, Dict, Vol. I, p. ٢٨١. Ency. Bib١, vol. I, P. ٧٢٤, Hastings, Dict, vol. I, p. ٣٧٢
٣ Ency, Biblica, vol. I, p. ٧٢٤ ff

<<  <  ج: ص:  >  >>