للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر المسعودي أن قدوم أصحاب الفيل مكة، كان يوم أحد لسبع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ثمانية واثنين وثمانين سنة للإسكندر، وست عشرة سنة ومائتين من تاريخ العرب الذي أوله حجة العدد١ "حجة الغدر"٢، ولسنة أربعين من ملك كسرى أنوشروان٣. ولم يشر المسعودي إلى العرب الذين أرَّخوا بالتقويم المذكور؛ غير أننا نستطيع أن نقول إن "المسعودي" قصد بهم أهل مكة، لأن حملة "أبرهة" كانت قد وجهت إلى مدينتهم، وأن الحملة المذكورة كانت حادثًا تاريخيًّا بالنسبة إليهم، ولذلك أرَّخوا بوقت وقوعها.

ويرى كثير من المستشرقين والمشتغلين بالتقاويم وبتحويل السنين وبتثبيتها، وفقًا لها، أن عام الفيل يصادف سنة "٥٧٠" أو "٥٧١" للميلاد، وبذلك يمكن اتخاذ هذا العام مبدئًا نؤرخ به على وجه التقريب الحوادث التي وقعت في مكة أو في بقية الحجاز والتي أرخت بالعام المذكور.


١ "حجة العدد" مروج الذهب "١/ ٢٨٢"، "حجة العدد"، مروج "٢/ ١٧٠" "تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد" ,سنة ثمان مائة واثنتين وثلاثين سنة للإسكندر، مروج "٢/ ٨" "تحقيق محمد محيي الدين"
٢ "حجة الغدر"، البدء والتاريخ "٤/ ١٣١ وما بعدها"
٣ مروج "٢/ ١٧٠" "تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد" "وسنة أربع وأربعين من ملك أنوشروان بن قباذ"، البدء والتاريخ "٤/ ١٣١".

<<  <  ج: ص:  >  >>