للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثقفي، غلام الحارث بن كلدة الثقفي، ذكر أنه كان روميًّا حدادًا١.

ويرجع في رواية تنسب إلى "ابن الكلبي" مبدأ الحدادة عند العرب إلى "الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة"، فهو في هذه الرواية أول من عمل الحديد من العرب، وكان حدادًا، فنسب إليه الحداد، فقيل لكل حداد: هالكي. ولذلك قيل لبني أسد: القيون، وقال لبيد:

جنوح الهالكيّ على يديه ... مُكِبًّا يجتلي نقب النصالِ٢

وعرف القين الذي يقوم بطبع السيوف وصقلها بـ"الطباع" و"الصقل"٣. وقد عرفت اليمن بإجادتها صنع السيوف وطبعها وصقلها، حتى اشتهرت بذلك في جميع أنحاء جزيرة العرب, واشتهرت السيوف المصنوعة من حديد بيحان بالجودة؛ لجودة حديدها وقوته٤. ومن الأدوات التي يستعملها "الصيقل" في صقل السيوف "المصقلة"، وهي خرزة يصقل بها٥.

ويقال: طبع الطبَّاع السيف، أي: صاغه، وكذلك طبع الطباع الدرهم. والطبع عند علماء اللغة هو الختم، والتأثير في شيء ما، وتصوير الشيء بصورة مثل طبع السكة وطبع الدرهم، وهو عندهم أعم من الختم وأخص من النقش٦.

ويعتني الحداد باختيار الحديد عند صنعه السيوف الجيدة الثمينة، ويخرج منه خبثه، وينفق جهده في صقل السيف وفي إتقان عمل الحديد الملتهب قبل تبريده، وإلا صار خشنًا قليل الفائدة لا يُشترَى بثمن جيد, ويقال لهذا النوع من السيوف الخشنة: الخشيب. وتستعمل اللفظة في الضد أيضا، فتطلق على السيف الصيقل، وتطلق على السيف الحديث الصنعة كذلك٧.

ومن أنواع الحديد الجيد الذي يستخدمه الحداد في صنع المصنوعات الثمينة، "الفالوذ" أي: "الفولاذ", ويقال له "بلدو" Poldo في السريانية و"فلدة"


١ البلاذري "١/ ١٥٧"، "الإصابة "١/ ٢٩".
٢ اللسان "١٠/ ٥٠٧"، "الهالك بن مراد بن أسد بن خزيمة"، العمدة "٢/ ٢٣٢".
٣ بلوغ الأرب "٣/ ٤٠١ وما بعدها"، تاج العروس "٧/ ٤٠٤".
٤ بلوغ الأرب "١/ ٢٠٤".
٥ تاج العروس "٧/ ٤٠٣".
٦ تاج العروس "٥/ ٤٣٨".
٧ تاج العروس "١/ ٢٣٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>