للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثولب"، أن العباديين وهم نصارى الحيرة, كانوا يمشون بالأسواق١. وهناك نوع آخر من أنواع الخفاف، يقال لها "القسوبية" و"القساب"٢، و"النعل" هو لباس الرجل المستعمل عند الجاهليين وعند الساميين, وهو "نعلِم" أي "نعل" في العبرانية. ولا يزال النعل مستعملًا حتى اليوم؛ يستعمل في البيت وفي خارجه، وهو يحمي باطن القدمين من حر الأرض في الصيف ومن الحجارة والمواد المؤذية التي تكون على وجه الأرض, وقد يستعمل نعلًا من خشب، يستعمله أهل القرى وأهل المدن في البيوت. والعرب تمدح برقة النعال وتجعلها من لباس الملوك، وتقدم النعال على سائر أنواع الأحذية٣.

ومن أنواع النعال: "النعال السبتية", وهي المصنوعة من الجلد المدبوغ بالقرظ, وخص بعضهم جلود البقر مدبوغة كانت أم غير مدبوغة. وقيل: نعال سبتية: لا شعر عليها، وذكر أنها نعال أهل النعمة والسعة٤.

وعرفت "حضرموت" بنعالها، فقيل: "نعل حضرمي" و"الحضرمي". وعرفت بأنها النعال المخصرة التي تضيق من جانبيها، كأنها ناقصة الخصرين٥.

وقد تفنن في تزيين وزخرفة الجلود, فذهَّبوها ورسموا عليها صورًا، وضغطوا عليها بآلات لإبراز بعض الصور عليها. ومن الجلود المذهبة: "المذاهب"، وهي جلود كانت تُذهَّب، تجعل فيها خطوط مذهبة، فيرى بعضها في أثر بعض، فكأنها متتابعة. وقيل: سيور تُموَّه بالذهب٦.

والجلود التي يستعملها الإسكافي هي: جلود البقر والجمال والغنم والماعز, وقد تستعمل جلود الثعابين والسمك إذا كانت كبيرة سميكة، وذلك بعد إصلاحها ودبغها.

ويستعمل الإسكافي والنحَّات الإزميل, وقد ذكر علماء اللغة أن الإزميل حديدة تجعل في طرف رمح الصيد لصيد البقر: بقر الوحش, والمطرقة٧, وهي من الألفاظ المعربة, وأصلها "زميلي" "Zmili" في اليونانية٨.


١
فترى النعاج به تمشي خلفة ... مشي العباديين في الأسواق
المعرب، للجواليقي "ص٣١١".
٢ البرقوقي "ص١٤٦".
٣ اللسان "١١/ ٦٦٧".
٤ اللسان "٢/ ٣٦ وما بعدها"، الروض الأنف "١/ ٧١".
٥ اللسان "٤/ ٢٠٢"، الروض الأنف "١/ ٧١".
٦ اللسان "١/ ٣٩٥".
٧ تاج العروس "٧/ ٣٦٠".
٨ غرئب اللغة "ص٢٥٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>