للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"النرمق": ثياب لينة بيض، وهي من الألفاظ المعربة عن الفارسية، وأصلها "نرمة"١. وأما "النمرق" و"النمرقة"، فالوسادة أو الميثرة والطنفسة٢.

ولاحتياج الإنسان إلى الملابس في كل زمن، كانت حرفة الغزل والحياكة يحترفها كثير من الناس وتعيش عليها أسر عديدة. ويمكن عدها من أهم الحرف في ذلك العهد، وعد العمال المشتغلين بها أكثر من عمال الحرف الأخرى عددًا, ولم يكن المتعاطون لهذه الحرف هم أصحاب معامل النسيج، ولكن أصحابها الأغنياء والمتمولون. أما المشتغلون بها, فعمال يشتغلون فيها بأجر يتقاضونه، ومنهم من كان رقيقًا مملوكًا يعمل لحساب سيده ومالكه، في مقابل قيامه بأوده, والقليل من العمال من كان يملك مصانع نسيج، تعمل له وتدرُّ الربح عليه.

بل كان الملوك يشاركون الشعب في امتلاك دور النسيج وينافسونهم في الإنتاج. وفي نصوص المسند إشارات عديدة إلى دور الحياكة والنسيج الملكية، وإلى إنتاجها واشتغالها, ولا يستبعد احتكارهم لها أو احتكار صناعة بعض الأنواع من النسيج وبيع الأقمشة, وقد علمنا في الجزء السابق من هذا الكتاب أن البطالمة كانوا قد احتكروا بيع أنواع معينة من النسيج وصناعتها. وقد ظل احتكار حكومات مصر لأنواع معينة من النسيج معروفًا إلى الإسلام، تنسجها في معاملها ولا تسمح للأهلين بإنتاجها، كما فعل ذلك غير المصريين أيضًا. فصناعة النسيج صناعة مهمة ذات أرباح وفوائد، وهي من أهم الصناعات في المجتمع. ولأرباحها هذه ولكونها موردًا مهمًّا، فكرت بعض الدول في احتكارها؛ للحصول على أرباحها، كما تفعل الدول في الزمن الحاضر في احتكار بعض الصناعات والمناجم وبعض المصالح العامة مثل: سكك الحديد أو التليفون والبرق وغير ذلك؛ لتكون موردًا يموِّن الدولة بالمال.

ومن أسماء القطن "الطوط"، وقيل: الطوط: قطن البردي. وورد في شعر لأمية بن أبي الصلت:

والطوط نزرعه أغن جراؤه ... فيه اللباس لكل حول يعضد٣


١ المعرب "ص٣٣٣ وما بعدها"، تاج العروس "٧/ ٧٥".
٢ تاج العروس "٧/ ٨١".
٣ تاج العروس "٥/ ١٧٩"، "طوط".

<<  <  ج: ص:  >  >>