للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن المواقع، ويستعملون في الأحزان نوعًا خاصًّا من العمائم والثياب، وفي الفرح ملابس خاصة، وهكذا، كما كانوا يقومون بتجميرها في بعض الأحوال.

ويقوم بصبغ الثياب وقصرها الصباغون، يصبغون الملابس كما يصبغون الأقمشة قبل تفصيلها وخياطتها. وذكر أن الكهان كانوا لا يلبسون المصبغ١، ولعلهم كانوا يفعلون ذلك بسبب اعتقادهم أن تابع الكاهن ينفر من الصبغ.

وفي جملة الأصباغ المعروفة والشائعة عند الجاهليين: العصفر، وهو نبت أصفر يستخرج منه صبغ أصفر، تصبغ به الثياب والأقمشة وأمثالها, ومن هذه الصبغة جاءت لفظة "المعصفرات"، ويراد بها الثياب المصبوغة بالعصفر٢. والورس وهو صبغ أصفر يؤخذ من نبت طيب الرائحة, تصبغ به الملابس، فيقال: ملحفة مورسة، إذا كانت مصبغة بالورس٣. وقد جاء النهي عن لبس الثياب المعصفرة في الإسلام٤.

والثوب الأحمر، هو الثوب المصبوغ بلون أحمر، أما "الكرك"، فالثوب الأحمر كذلك. و"ثوب مشرق": ثوب بين الحمرة والبياض، و"ثوب قتمة" و"مقتوم": ثوب سواده ليس بشديد، و"ثوب مفروك": مصبوغ بالزعفران، وزبرقت الثوب زبرقةً: صفرته. وقد سمي "الزبرقان بن بدر" بذلك؛ لصفرة عمامته٥.

ويظهر أن الصباغين كانوا يمطلون بالمواعيد ويخلفون؛ لذلك ضرب بهم وبالصياغين المثل في الخلف. وورد في الحديث: "أكذب الناس الصباغون والصوَّاغون"٦.

ويستعمل شعر الماعز في الغالب لصنع الخيام، وذلك للأعراب وللتجار والمسافرين وغيرهم. والاتجار بالخيام من التجارات التي كانت رائجة يومئذٍ, ويستعمل شيوخ القبائل والرؤساء والملوك خيامًا خاصة مصنوعة من أقمشة غليظة, تتحمل المطر والعوارض الطبيعية الأخرى، ولها أسعار غالية عالية، تختلف باختلاف حجمها


١ بلوغ الأرب "٣/ ٤٠٧"، "اللسان "٨/ ٤٣٧".
٢ جامع الأصول "٤/ ٣٦٥".
٣ المعرب "٢/ ٢٤٦".
٤ صحيح مسلم "٦/ ١٤٤".
٥ المخصص "٤/ ٩٥".
٦ اللسان "٨/ ٤٣٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>