جميلة تدل على مهارة "الصائغ" العربي الجنوبي. وفي جملة ما عثر عليه قلادة, عمل القسم الرئيسي منها على شكل هلال, بداخله زخارف, كما ترى في الصورة السابقة التي عثر على أصلها في مقبرة قديمة من مقابر "تمنع" عاصمة قتبان.
ووجدت مصوغات أخرى من ذهب, لا يزال الصاغة يصوغون من أمثالها في العربية الجنوبية وفي مواضع أخرى من جزيرة العرب. منها ما يعلق على الرأس, ومنها ما يعلق على الرقبة, ومنها ما يوضع على الزند أو المرفق أو الأرجل, ويلاحظ أن لفن الصاغة في اليمن وفي بقية العربية الجنوبية طابع خاص يميزه عن فن الصاغة في البلاد الأخرى. وقد وضع الصاغة شعارات دينية على بعض المصوغات تيمنًا وتبركًّا بها. ولهذا فمن المستحسن مقارنة المصوغات الحالية مع المصوغات الجاهلية التي عثر وسيعثر عليها, للتوصل بهذه المقارنة إلى معرفة تأريخ هذه الحرفة عند العرب.
وقد وجدت مجامر قديمة في مواضع متعددة من اليمن. وقد استعمل بعضها في المعابد, واستعمل بعض آخر في البيوت حيث يحرق فيها البخور أو بعض الأخشاب ذوات الروائح الطيبة العطرة لتطييب القادم. ولا تزال هذه العادة المعروفة قبل الإسلام مستعملة في اليمن, وفي مواضع أخرى من جزيرة العرب, كما في "بيشة" مثلًا, وذلك على سبيل التقدير والتكريم والاحترام١.