للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما استعملوه بكثرة للزينة, يحفرون صوره في إطارات الألواح أو الصور, أو يكبسون صوره في الجبس.

وعثر علي قطع فنية نفيسة, من الحجر النفيس الغالي المحفور, أي: من الأحجار الكريمة, حفرت عليها صور ذات صلة بالأساطير الدينية, مثل: القطعة النفيسة المحفوظة في المتحف البريطاني, ويظهر أنها من صنع فنان قتباني, حفر عليها أيلين أو وعلين وقد وقف كل واحد منهما على جانب, وقفا على القدمين الخلفيتين ورفعا القدمين الأماميتين إلى أعلى, وصور النحات القدم المقابل للشخص الذي يقابل القطعة أو ينظر إليها وقد عقف, أي: بوضع منحن. أما القدم المقابل للقدم المعقوف, فلم يتمكن النحات من إعطائها الوضع الصحيح. ونجد رأسي الحيوانين وقد اتجها إلى الداخل, فكأنهما يريدان الكلام مع بعضهما أو الالتقاء, ولإظهار قرني الحيوانين معقوفين, نحت النحات عليها نحوتًا على شكل "الجزر", أو الورق الرفيع. ووضع للحيوانين ذيلين قصيرين, وقد جعل آلة الذكر للحيوانين منتصبتين. وجعل تحت القدم المرتفع لكل حيوان رمزًا, له فم مفتوح متصل برقبة أو بجسم ينتهي بدائرة صغيرة, ثم بما يشبه كرة قائمة على ثلاثة أرجل. ووضع بين الحيوانين "طغراء" قراءته: "اب عم", "ابي عم", أي: "أبى" "عم" إله قتبان١.

وبين الأحجار الكريمة المحفورة التي عثر عليها في خرائب اليمن, أحجار أصلها من العراق ومصر ومن أحجار يونانية من أيام القياصرة ومن العصور الهيلينية, وقد نحتت على بعض منها حروف بالمسند المعبرة عن بعض المعاني الدينية أو عن أسماء أصحابها٢. وهي تستعمل خاتمًا في الأصابع, وتختم بها الوثائق والرسائل.

وقد وضعوا "الدُّمَى" على ألواح الأبواب, إما للزينة, وإما لدفع الشر والأذى أو للتبرك والتقرب. وقد قيل: إن "الدمية" الصورة المصورة أو الصنم٣. وقد عرفوا "الدُّمية" بالصورة وبالصنم وبالصورة المنقشة بالعاج, ونحوه. وعرّفوها أيضًا بالصورة المصورة؛ لأنها يتأنق في صنعتها ويبالغ في تحسينها٤.


١ "A. Grohmann, G?ttersymbole, ٥٦, Abb. ١٤١, A. Grohmann, S. ٢٤١.".
٢ "A. Grohmann, S. ٢٤٢.".
٣ البرقوقي "ص٢١٩".
٤ اللسان "١٤/ ٢٧١".

<<  <  ج: ص:  >  >>