للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثر عليها في بيت "يفش" في خرائب "تمنع"١, وتماثيل أخرى حفظت في متحف "صنعاء". وتمثالين لزنجيين عثر عليهما في موضع "نخلة الحمرا" "نخلة الحمراء" على مسافة خمسين كيلومترًا جنوب شرقي "صنعاء". وتماثيل أخرى لبعض الحيوانات, مثل تمثال حصان وتمثال آخر لأسد.

والتماثيل البرنزية التي عثر عليها في بيت "يفش" بمدينة "تمنع", هي من الآثار المهمة التي عثر عليها في أرض قتبان. ونظرًا للأثر "الهليني" البارز على جسم الأسد وعلى وجه راكبه المحافظ على الملامح اليونانية يرى الباحثون أنها من القطع الفنية التي ربما يعود عهدها إلى القرن الأول للميلاد, حيث كان اليونان إذ ذاك يمخرون عباب البحار, وكان تجارهم ينقلون المصنوعات اليونانية إلى مختلف الأنحاء من العالم, لبيعها ولشراء ما يحتاجون إليه من النفائس التي لا توجد في بلاد اليونان وفيما وراءها. والظاهر أن الفنانين العرب, وقفوا على قطع فنية يونانية, فقلدوها وعملوا على صنع مثلها, وقد ضربوا على القاعدة حروف المسند, الدالة على صاحب البيت. ومن هذه التماثيل تمثال أسد, امتطى على ظهره ولد بيده اليمنى لجام, وبيده اليسرى شيء يشبه القفل, وقد صنع الأسد وكأنه يريد الوثوب, وذلك كما تراه في الصورة. وقد قدّر تأريخ صنعه فيما بين السنة ٧٥ و ٥٠ قبل الميلاد. ومنهم من يجعله بعد ذلك, أي: في القرن الأول للميلاد٢.

وقد تبين من هذه التماثيل أن العرب الجنوبيين, كانوا ينتعلون نعالًا على نحو أنعلة هذا اليوم، وهي سميكة لتقاوم الأرض فلا تأكلها عند المشي, كما تبين لنا من دراسة هذه التماثيل أن بين ملابس العربية القديمة قبل الإسلام وبين ملابس العرب في اليمن وفي بقية العربية الجنوبية في الوقت الحاضر تشابه كبير. ومن الممكن في هذا اليوم عمل دراسة عن ملابس العرب الجنوبيين بالاستعانة بهذه التماثيل وبالصور المحفورة على الأحجار, التي تمثل مختلف طبقات المجتمع في ذلك العهد.


١ Albright, Archaeological Discoveries in South Arabia, I, ١٥٥, ff, B. Segall, Scoupure from Arabia Felix, The Hellevistic Period, AJA, ٥٩, ١٩٥٥, ٢١٠, ff, Grohmann, S. ٢٣٤.
٢ "Archaeological Discoveries in South Arabia, p.١٥٥.".

<<  <  ج: ص:  >  >>