للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحارثة الغطريف أو كابن منذر ... ومثل أبي قابوس ربّ الخورنق١

فلا تجد فخره بها يتعدى حدود الفخر بالأزد والغساسنة وآل نصر، أي: ملوك الحيرة, وهو ما وجدناه في أشعاره الأخرى. وقد عاب في هذه القصيدة "قيسًا" و"خندفًا" لأنهما قاومتا الرسول وآذتاه، مما يدل على أن هذين الاسمين كانا معروفين قبل الإسلام.

هذا، وقد أضاف أهل الأخبار إلى قصيدة حسان التي مدح فيها الملك "جبلة بن الأيهم"، ومطلعها:

لمن الدار أقفرت بمغان ... بين أعلى اليرموك والصمان٢

هذا البيت:

أشهرنها فإن ملكك بالشا ... م إلى الروم فخر كل يماني٣

ولم يرد ذكر هذا البيت في الديوان. وهو بيت يتحدث كما ترى عن فخر باليمن: أصل الغساسنة، وأهل يثرب، وكل قحطان. وأغلب ظني أنه من الأبيات المدسوسة، وضعه أحد المعتصبين لليمن ودسَّه في القصيدة.

هذا وقد نسب إلى النعمان بن بشير الأنصاري شعر قيل: إنه قاله في هذا الباب, ونسب إلى الطرماح بن حكيم مثل ذلك، وهو أيضا شاعر من شعراء الأنصار٤. وعلينا أن ندرس شعرهما، وشعر أمثالهما، وشعر شعراء قريش أيضًا دراسة نقد وتمحيص نميز بها بين صحيحه وفاسده؛ لنتمكن بذلك من تكوين رأي علمي صحيح في القحطانية والعدنانية وتأريخ ظهورهما. ولو تيسر لنا ديوان الأنصار أو دواوين الأنصار لزادت معارفنا، ولا شك، في هذا الباب وتمكنا من تكوين رأي في تلك العصبية القبلية بصورة أصح وأدق, ولا شك.


١ البرقوقي "ص٢٨٨".
٢ مروج الذهب "٢/ ٣١" "تحقيق محمد محيي الدين". ونجد هنا اختلافًا في الألفاظ وفي بعض الجمل عن نص القصيدة الوارد في الديوان، راجع "ص٥٥" من الطبعة الأوروبية، و"ص٤١٤" من "شرح ديوان حسان بن ثابت" لعبد الرحمن البرقوقي, وقد أخذت مطلع القصيدة من رواية المسعودي.
٣ مروج الذهب "٢/ ٣١".
٤
فمنا سراة الناس هود وصالح ... وذو الكفل منا والملوك الأعاظم
الإكليل "١/ ٩٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>