الخط، فتراه تارة يسير سيرنا في الخط، أي: من اليمين إلى اليسار وباتجاه أفقي، وتارة أخرى يتجه من اليسار إلى اليمين. وأحيانًا من أعلى إلى أسفل، ومن أسفل إلى أعلى في أحيان أخرى، كما تراه يتخذ شكل قوس في بعض الأحيان، أو أشكالًا أخرى، كأن يمزج بين هذه الطرق بحسب رغبة الكاتب وشكل المادة التي يكتب عليها. وعلى قارئ النص لذلك الانتباه إلى هذه الاتجاهات، لمعرفة مبدأ الكلام من منتهاه.
ونجد بعض الكتابات الثمودية، وكأنها رموز أو طغراء، إذ نجد حروفها وقد تداخل بعضها في بعض، أو بعض حروف منها، وقد تشابكت بحيث يصعب على القارئ حلها. وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنها نوع من "الوسم"، غير أن من المهتمين بالثموديات من لا يوافقونهم على هذا الرأي، وإنما يرون أنها تمثل رموزًا دينية، أو الأحرف الأولى من أسماء كاتبيها، أو أسماء بعض الآلهة، أو ما شاكل ذلك مما كان له معنى معروف في نفوس أصحابه، وقد خفي ذلك علينا، لعدم وجود مفاتيح لدينا تحل لنا هذه الكتابات المتخذة طابع الرموز والإشارات.
ونجد الكتابات الثمودية تعاف بعض حروف الكلمات أحيانًا وتختزلها، كما في "ب"، التي تعني "ابن"، فقد تركت حرف النون واكتفت بالباء. ويستطيع القارئ إدراك معنى "ب" من القراءة. وكما في "ل" بمعنى "لنا" و"لي"، و"ب" بمعنى "بي"، أي: إنها تقطع الضمير اللاحق بحرف الجر في بعض الأحيان١.